للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين، طلب رئيس اميركي من إسرائيل أن تتوقف وهو ما حدث فعلاً ، وفيما اكد الرئيس الاميركي دونالد ترامب أن إسرائيل وافقت على خط الانسحاب الأولي من مناطق بغزة فأنه حذر حماس من أنه "لن يتهاون مع أي تأخير" في تطبيق خطته للسلام ، في حين عبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أمله في إعادة جميع الرهائن "في الأيام المقبلة"، وذلك بينما يتجه المفاوضون إلى القاهرة لبحث خطة سلام أميركية تهدف لإنهاء الحرب.
ففي خطوة وُصفت بالمفاجئة، أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب مساء الجمعة (السبت حسب التوقيت الشرق الأسترالي) أن حماس وافقت جزئيا على خطة السلام الأميركية التي تتضمن وقف إطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن خلال أيام، وتشكيل إدارة انتقالية لغزة بعد الحرب.
لكن ما كان "هائلاً" ، وفقًا لتعبير ترامب المفضل ، هو أن قراره جاء دون تشاور مسبق مع الحكومة الإسرائيلية، ما وضع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام خيار واحد وهوة الامتثال لطلب واشنطن، وسط ضغوط داخلية متزايدة وترقب دولي لمحادثات القاهرة المرتقبة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، الأحد، إنه يأمل في إعادة جميع الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس "في الأيام المقبلة"، مؤكدًا أن الحركة ستُجبر على نزع سلاحها "إما بالطريقة السهلة أو الصعبة"، مع توجه المفاوضين إلى القاهرة لإجراء محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب الدائرة في غزة منذ قرابة عامين.
ترامب يحذر حماس من أنه "لن يتهاون مع أي تأخير"
من جانبه، حذّر الرئيس الاميركي دونالد ترامب من أنه "لن يتسامح مع أي تأخير" من جانب الحركة الفلسطينية، بعد أن أبدت حماس استجابة إيجابية لخارطة الطريق التي طرحها للإفراج عن الأسرى وإدارة غزة بعد الحرب.
ورغم دعوة ترامب إسرائيل إلى وقف القصف بعد إعلان حماس موافقتها الجزئية على الخطة، واصلت القوات الإسرائيلية ضرباتها السبت، ما أسفر عن مقتل 57 شخصًا على الأقل منذ الفجر، بحسب جهاز الدفاع المدني الفلسطيني.
ضغط عسكري ودبلوماسي
وأرجع نتنياهو موافقة حماس على إطلاق سراح الرهائن إلى "الضغط العسكري والدبلوماسي"، وذلك في بيان متلفز مساء السبت بالتوقيت المحلي.
وقال "آمل أن نتمكن في الأيام المقبلة من إعادة جميع رهائننا خلال عطلة عيد العُرش"، في إشارة إلى العيد اليهودي الذي يبدأ الاثنين ويستمر أسبوعا.
مفاوضات القاهرة
وأوضح نتنياهو أنه وجّه المفاوضين الإسرائيليين إلى التوجه نحو مصر لاستكمال التفاصيل الفنية، فيما أكدت القاهرة أنها ستستضيف أيضا وفدا من حماس لبحث "الشروط الميدانية وتفاصيل تبادل جميع الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين"، وفقًا لمقترح ترامب.
وبحسب البيت الأبيض، أرسل ترامب إلى القاهرة مبعوثين هما صهره جاريد كوشنر ومفاوضه الرئيسي في الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وفي بيانها مساء الجمعة، أعلنت حماس "موافقتها على إطلاق سراح جميع الرهائن ، الأحياء والجثامين ، وفقا لصيغة التبادل المدرجة في مقترح الرئيس ترامب"، فيما اعتبر ترامب الإعلان "دليلا على استعداد الحركة لسلام دائم"، داعيا إسرائيل إلى وقف قصفها.
لكنه حذّر السبت من أن على الحركة "التحرك بسرعة نحو الصفقة، وإلا فستُسحب جميع الالتزامات".
تصعيد في غزة رغم الدعوات للتهدئة
وأكد نتنياهو أن "حماس ستُنزع أسلحتها، إما دبلوماسيًا عبر خطة ترامب أو عسكريًا بأيدينا"، بينما خرج آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين ترامب بضمان التوصل إلى اتفاق.
وفي المقابل، واصلت إسرائيل غاراتها على غزة، إذ قال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصال إن "القصف الإسرائيلي منذ فجر السبت أودى بحياة 57 شخصًا، بينهم 40 في مدينة غزة وحدها".
وأضاف المسؤول في الجهاز محمد المغير أن "القصف الجوي والمدفعي ونيران الطائرات المسيّرة لا تزال مستمرة بنفس الوتيرة".
وأشار سكان من حي الرمال إلى أن إسرائيل "صعّدت هجماتها" رغم إعلان ترامب وقف إطلاق النار.
وحذّر الجيش الإسرائيلي سكان غزة من العودة إلى المدينة، مؤكدا أن "ذلك سيكون بالغ الخطورة"، فيما أفادت وسائل إعلام عبرية بأن الجيش انتقل إلى "وضع دفاعي" بعد اتصال ترامب، دون تأكيد رسمي من المؤسسة العسكرية.
لا دور لحماس في حكم غزة
وقال مسؤول في حماس إن مصر، بصفتها وسيطا رئيسيا في مفاوضات الهدنة، ستستضيف مؤتمرًا للفصائل الفلسطينية لبحث ترتيبات ما بعد الحرب.
لكنّ خطة ترامب تنص على أن حماس والفصائل الأخرى "لن يكون لها أي دور في إدارة غزة"، وتنادي بوقف فوري للأعمال العدائية، وإطلاق سراح الرهائن خلال 72 ساعة، وانسحاب إسرائيلي تدريجي، ونزع سلاح حماس بالكامل.
ويقضي المقترح بأن تتولى إدارة غزة هيئة تكنوقراطية بإشراف سلطة انتقالية بعد الحرب يرأسها ترامب نفسه.