أعلنت حكومة نيو ساوث ويلز تعيين الضابط المخضرم مال لانيون مفوضاً جديداً للشرطة، خلفاً لكارين ويب التي أنهت ولايتها قبل موعدها بعام ونصف، ليقود جهازاً يضم أكثر من 16 ألف شرطي وبميزانية تتجاوز 5.6 مليار دولار سنوياً.
ورغم أن لانيون كان المرشح الأوفر حظاً للمنصب، فإن الإعلان لم يخلُ من الجدل. فالمفوض الجديد اضطر مباشرة بعد تعيينه إلى مواجهة أسئلة متكررة حول حادثة عام 2021 حين وُجد مخموراً قرب أكاديمية الشرطة في غولبرن وتلفظ بعبارات مسيئة بحق مسعفين. وقال لانيون للصحفيين:
"أشعر بندم عميق على تلك الليلة، كانت تصرفات لا تعكس شخصيتي."كما أعرب عن أسفه لدعوته زوجته وصديقين إلى متن قارب للشرطة ليلة رأس السنة عام 2023 لمتابعة الألعاب النارية، مؤكداً أن وجودهم لم يؤثر على سير العمليات.
رئيس الحكومة كريس مينز دافع بقوة عن القرار قائلاً:
"لم يُتخذ هذا الاختيار بناءً على سجل خالٍ من الأخطاء، بل على قناعتي بمن يستطيع قيادة الشرطة في أسوأ أيامها."وأشار مينز إلى أن لانيون أثبت كفاءته في مناصب قيادية حساسة، منها قيادة شرطة سيدني الكبرى، والإشراف على قيادة مكافحة الجريمة على مستوى الولاية، بالإضافة إلى رئاسته وحدات متخصصة بمكافحة العنف الأسري.
التعيين لقي ترحيباً من اتحاد الشرطة، الذي وصف لانيون بـ"القائد القوي القادر على مواجهة التحديات"، فيما أشاد زعيم المعارضة مارك سبيكمان بقدرته على إدارة الأزمات ومكافحة الجريمة المنظمة.
لانيون الذي تولى منصب نائب المفوض عام 2019، وقاد هيئة إعادة الإعمار عقب فيضانات 2022 المدمرة في شمال الولاية، شدد في أول تصريحاته على أولوياته:
"أريد أن أعزز ثقافة تقوم على الاحترام والعدالة والاحترافية، وأن يشعر كل شرطي بأنه جزء من فريق واحد يخدم مجتمع نيو ساوث ويلز ويستحق ثقته."
وبتولي لانيون المنصب رسمياً خلال أيام، يبدأ فصل جديد في تاريخ شرطة نيو ساوث ويلز، وسط تطلعات إلى أن ينجح في إعادة الثقة إلى المؤسسة وتجاوز الانقسامات الداخلية التي طغت على قيادتها في السنوات الأخيرة.