صاحب هذا الاقتراح هو مؤسسة Grattan التي وضعت تقريراً يكشف أن السائقين يعلقون أحياناً في ازدحام يدوم لساعات على بعض الطرق وبالأخص تلك التي تصل الضواحي المكتظة بالسكان بقلب المدينة، سواء كانت سدني أو ملبورن. ويُظهر التقرير أيضاً ازدحاماً خانقاً للسير خلال أوقات الذروة الصباحية والمسائية ضمن بعض الضواحي ذاتها.
تقرير مؤسسة Grattan بُني على دراسة شملت معلومات تم جمعها عبر 3 ملايين ونصف مليون خارطة خاصة بمدة الرحلات بالسيارة بحسب محرك غوغل وذلك على 350 طريقاً على امتداد 6 أشهر خلال السنة الحالية.
من الأمور التي أظهرتها مراقبة الازدحام على هذه الطرق أن رحلة من نقطة إلى أخرى تستغرق تقريباً ضعف الوقت خلال أوقات الازدحام مقارنة بالمسافة التي يجب أن تجتازها السيارة خلال منتصف الليل. من الأمثلة على ذلك، رحلة من ضاحية راندويك إلى قلب مدينة سدني المفترض أن تستغرق ربع ساعة يُمضي السائق 27 دقيقة لاجتيازها خلال أوقات الذروة. ورحلة من ضاحية ليفربول إلى المدينة تستغرق 65 دقيقة بدلاً من 34 دقيقة، ومن كامبلتاون إلى المدينة تستغرق 77 دقيقة بدلاً من 44.
وفي ملبورن الأمور ليست أفضل حالاً، لا بل هي أسوأ أحياناً. فمثلاً، المسافة بين Heidelberg وقلب المدينة يُفترض أن يتم اجتيازها بـ 18 دقيقة، لكنها تستغرق 40 دقيقة. ورحلة بين Doncaster وقلب ملبورن تستغرق 38 دقيقة بدلاً من 19، ومن Clifton Hill إلى Prahran تستغرق 26 دقيقة بدلاً من 10 دقائق، وبين ريتشموند وغرب ملبورن 26 دقيقة بدلاً من 12، وبين South Yarra وناحية Southbank تستغرق الرحلة خلال أوقات الازدحام 17 دقيقة بدلاً من 8 دقائق فقط.
ومع التساؤل فيما إذا كان الحل هو فعلاً بجعل السائقين يدفعون رسماً لاستخدام هذه الطرق وسواها خلال أوقات الازدحام، يبقى سؤال حول الطرق المفترض أن تكون سريعة والتي يدفع السائقون رسماً لاستخدامها وهي تشهد يوماً بعد آخر المزيد من الضغط الخانق؟ هل سيتم رفع الرسوم عليها أكثر لتخفيف الضغط عنها؟ وإذا تم ذلك، إلى أين ستذهب المركبات؟ ألن تذهب إلى طرق أخرى لتزيد من حالتها البائسة؟
يشار إلى أن رسم استخدام الطرق خلال أوقات الازدحام مطبق حالياً في لندن وسنغفورا وستوكهولم.