بحسب مكتب الأرصاد الجوية الأسترالي، فإن موجة الأمطار الكثيفة التي تسببت في هذه الفيضانات، بدأت تتحرك جنوباً بعد أن خلّفت دماراً كبيراً في مناطق واسعة، أبرزها منطقة "هانتر" والساحل الشمالي الأوسط، حيث بدأت كميات الأمطار بالتراجع تدريجياً.
تحذيرات مستمرة من هطولات جديدة
توقعت هيئة الأرصاد الجوية استمرار هطول الأمطار الغزيرة على مناطق "هانتر"، وجبال "بلو ماونتنز"، و"الهايلاندز الجنوبية"، وصولاً إلى "إلاوارا"، وأجزاء من مدينة سيدني، وجنوب الساحل، بالإضافة إلى هضاب "السنترال" و"الجنوبية" وجبال "سنووي"، مع إمكانية تسجيل هطولات تصل إلى 150 ملم خلال 24 ساعة، ما يزيد من خطر السيول المفاجئة في مدن مثل "غولبورن" و"بيغا".
ضحايا ومآسٍ متتالية
في سلسلة من الحوادث المأساوية التي رافقت هذه الفيضانات، عثرت فرق الإنقاذ يوم الخميس على جثة امرأة داخل مركبة رباعية الدفع غمرتها المياه قرب بلدة "دوريغو"، بعد أن رفض شرطي مواصلة الطريق معها لخطورة مستوى المياه الذي وصفه بأنه "حتى الكاحل"، ناصحاً إياها بعدم المخاطرة. وبعد نصف ساعة، تلقت الشرطة اتصالاً منها وهي تستغيث، لكنها توفيت قبل وصول المساعدة.
وفي تطور جديد، عُثر اليوم الجمعة على جثة رجل يُعتقد أنه في السبعينات من عمره داخل سيارة جرفتها المياه على بعد ٣٠ كيلومتراً شمال غرب "كوفز هاربور"، بعد أن لاحظ أحد السائقين مرور السيارة وهي خارج الطريق الرئيسي، لترتفع بذلك حصيلة الضحايا إلى أربعة.
وكانت السلطات قد أعلنت سابقاً العثور على جثة رجل في العقد السادس من عمره على شرفة منزل غمرته المياه في بلدة "موتو"، بالإضافة إلى رجل آخر يُعتقد أنه في الثلاثينات، وُجد في مياه الفيضانات غرب "بورت ماكواري". وما زال البحث جارياً عن رجل آخر مفقود وسط مخاوف كبيرة على حياته.
دعم حكومي وتحرك طارئ
ومع اتساع نطاق الكارثة، أعلنت حكومتا الولاية والحكومة الفيدرالية عن توسيع نطاق المساعدات ليشمل 19 منطقة متضررة، حيث باتت مؤهلة للحصول على دعم مادي وخدمات طوارئ، في وقتٍ أعلنت فيه هيئة المساعدة القانونية في نيو ساوث ويلز عن توفير استشارات مجانية لضحايا الفيضانات بشأن المطالبات التأمينية المرفوضة، ومشاكل الإسكان، والمنح الطارئة.
ووصلت تعزيزات من عناصر خدمات الطوارئ من ولاية فيكتوريا مساء الخميس لدعم جهود الإنقاذ، وسط دعوات حثيثة من الشرطة بعدم دخول مياه الفيضانات التي "ثبت مراراً أنها قاتلة".
دعوات لإعادة النظر في سياسات إدارة الكوارث
من جانبه، دعا الباحث في شؤون الفيضانات في الجامعة الوطنية الأسترالية، مهدي صديقيّا، إلى إعادة النظر في أساليب إدارة الكوارث في البلاد، مؤكداً أن الأحداث الأخيرة تؤشر إلى "تصاعد واضح في شدة وتكرار الظواهر المناخية المتطرفة، ما يفرض مراجعة جذرية لفهمنا لطبيعة المخاطر المرتبطة بالفيضانات وكيفية التعامل معها".