البُعد الجديد للتحالف العسكري الأسترالي الياباني سيتبلور خلال الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم تورنبول إلى طوكيو بعد غد الخميس، لإجراء محادثات مع نظيره الياباني شينزو آبيه، في إطار لقاءات الشراكة القائمة بين البلدين والتي تجرى بشكل دوري سنوياً.
ومن غير المستبعد أن يوقّع تورنبول وآبيه على معاهدة دفاع مشترك تشمل تدريبات عسكرية مشتركة بعضها قد يجري في مدينة داروين الأسترالية في مقاطعة أراضي الشمال، قبل نهاية السنة الحالية.
ومن المفارقات أن داروين بالذات كانت هدفاً لهجوم ياباني واسع إبان الحرب العالمية الثانية قبل 76 عاماً. والذكرى السادسة والسبعون لهذا الهجوم تحلّ بعد حوالى الشهر، في 19 شباط/فبراير المقبل. يومها شاركت 242 طائرة يابانية في غارات مفاجئة شنتها على داروين ومرفئها وقواعدها العسكرية، متسببة بمقتل 235 شخصاً، وتدمير سفن وبوارج في خليج المدينة، بالإضافة إلى قاعدتين جويتين لقوات الحلفاء.
أما الآن فيوم آخر! الأمور تغيّرت كثيراً منذ ذلك الحين واليابان هي من أكثر الدول قرباً سياسياً وعقائدياً من أستراليا. ففي ما عدا قضية صيد الحيتان التي تقوم بها سفن يابانية والتي تثير توتراً من وقت لآخر بين أستراليا واليابان، يتفق البلدان تماماً في كل الملفات الأخرى، ولا سيما الاستراتيجية منها، مثل معارضتهما الشديدة لسياسة بكين التوسعية في بحر جنوب الصين والبرنامجين النووي والصاروخي لكوريا الشمالية.
في المقابل، بين الصين واليابان عداء تاريخي ما يجعل بكين متوجسة من التقارب المتزايد بين طوكيو وكانبرا، خصوصاً أن الأخيرة شريك تجاري أساسي لها. وفي الواقع، الصين هي الشريك التجاري الأول لأستراليا.
وما يعزز المخاوف الصينية، عودة الكلام على احتمال إحياء المنتدى الأمني الرباعي والذي يضم إلى أستراليا واليابان كلاً من الهند والولايات المتحدة الأميركية، وهو حلف تعتبره الصين موجهاً ضدها.
كيف سترد الصين على الإعلان المشترك والمرتقب لتورنبول وآبيه في ختام محادثاتهما؟