قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس ان الفلسطينيين يرفضون ان تكون الولايات المتحدة وسيطا وحيدا في عملية السلام في الشرق الاوسط متهما إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب بأنها "منحازة" إلى اسرائيل وقوضت حل الدولتين.
ووجه عباس في كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة انتقادا شديدا للولايات المتحدة لاغلاقها مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن واعترافها بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارتها إلى القدس ووقف المساعدات الفلسطينية.
وفي كلمة بعد يوم من إعلان الرئيس الاميركي بأنه يفضل حل الدولتين لإنهاء النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين وأنه سيكشف عن خطة سلام جديدة خلال أشهر، أشاد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في كلمته في الأمم المتحدة "بالدعم القوي" الذي يقدمه ترامب للدولة اليهودية.
إلا أن عباس قال أن ترامب لم يعد وسيطا محادياً. وقال عباس في "لن نقبل بالوساطة الاميركية وحدها في عملية السلام".
وأضاف أن ترامب أظهر أنه "منحاز" لاسرائيل منذ توليه السلطة.
وتابع عباس أن الادارة الاميركية "نقضت كافة الاتفاقات بيننا، فإما أن تلتزم بما عليها، وإلا فإننا لن نلتزم بأي اتفاق"، مؤكدا ان الادارة الاميركية قوضت حل الدولتين، وكشفت عن مزاعمها "المزيفة" بأنها قلقة بشأن الظروف الانسانية للفلسطينيين.
وانتقد عباس بشدة قرارات ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، وإغلاق مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ووقف التمويل عن الفلسطينيين وخصوصاً الأموال التي كانت تخصص لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
الى ذلك، أكد عباس "القدس ليست للبيع، وعاصمتنا هي القدس الشرقية وليست في القدس، وحقوق شعبنا ليست للمساومة"
وقال "أجدد الدعوة للرئيس دونالد ترامب لإلغاء قراراته واملاءاته حول القدس واللاجئين والمستوطنات التي تتعارض مع القانون الدولي .. لنتمكن من انقاذ عملية السلام". وتساءل "هل يجوز أن تبقى إسرائيل من دون مساءلة أو حساب؟ وهل يجوز أن تبقى دولة فوق القانون؟ ولماذا لا يمارس مجلس الأمن الدولي صلاحياته لإجبار إسرائيل على الامتثال للقانون الدولي وإنهاء احتلالها لدولة فلسطين؟"
هذا و كان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قد أحدث مفاجأة في الامم المتحدة حين أعلن للمرة الاولى انه يفضل قيام دولة فلسطينية تتعايش مع اسرائيل، ولكن من دون ان يكون لهذا الكلام وقع ملموس بشكل مباشر.
وبعدما نأى بنفسه عن مبدأ "حل الدولتين" الذي تبناه أسلافه منذ 2001 على الاقل، أعاد الرئيس الاميركي عقارب الساعة الى الوراء على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة.
وقال خلال لقائه نتانياهو الاربعاء "أعتقد أن هذا هو الحل الأنجح، هذا ما أشعر به"، مضيفا "أعتقد بحق أن شيئا ما سيحدث. أنه حلمي بأن أتمكن من فعل ذلك قبل انتهاء مدة رئاستي الأولى".
ويقضي هذا الحل بقيام دولة فلسطينية مستقلة تتعايش مع اسرائيل بسلام. ويشكل مرجعا لقسم كبير من المجتمع الدولي، من الامم المتحدة الى الجامعة العربية مرورا بالاتحاد الاوروبي، وذلك بهدف وضع حد لاحد أقدم النزاعات في العالم.
وفيما أثارت تصريحات ترامب المخاوف في أوساط سياسيين إسرائيليين يمنيين كانوا يأملون في دفن فكرة الدولة الفلسطينية للأبد، أشاد نتانياهو بترامب.
وقال نتانياهو في كلمته التي خصص معظمها لمهاجمة إيران "اتطلع إلى العمل مع ترامب وصفقته للسلام".
كما أشاد بترامب وسفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي على "دعمهما الثابت لاسرائيل" قبل أن ينتقد عباس. وانتقد نتانياهو الدفعات المالية التي تقدمها السلطة الفلسطينيين لعائلات النشطاء الفلسطينيين الذين يقفون وراء هجمات دامية ضد اسرائيل وقال "هذه ليست طريق السلام الذي لا تزال اسرائيل ملتزمة به".