جمعت شركة عسكرية صينية بيانات شخصية لأكثر من 35,000 أسترالي كجزء من قاعدة بيانات دولية عملاقة تستهدف الأشخاص المؤثرين حول العالم.
الشركة التي تمتلك روابط بشبكات الجيش والمخابرات في بكين جمعت معلومات شخصية عن 2.4 مليون شخص. تشمل تلك البيانات طيفا من المعلومات يضم: تواريخ الميلاد والعناوين الشخصية والحالة الاجتماعية والميول السياسية.
كما تم جمع معلومات تتعلق بالسجلات البنكية وطلبات التقدم على وظائف وملفات الصحة النفسية الخاصة بهؤلاء الأشخاص. وضمت قاعدة البيانات تلك أسماء لسياسيين أستراليين ورجال أعمال ورواد أعمال أيضا.
أغلب تلك المعلومات تم الحصول عليها من سجلات متاحة للعامة، ولكن بعضها يبدو أنه تم الحصول عليه من وثائق خاصة، ما يثير تساؤلات بخصوص عمليات جمع المعلومات التي تقوم بها الصين.
المتحدثة باسم الأمن الداخلي في حزب العمال كريستينا كينيلي قالت إن قاعدة البيانات تلك يدعو للحذر وأنه من حق الناس الشعور بالقلق: "بالطبع، الدول المختلفة تجمع معلومات استخباراتية ولكن من المهم أن يتم احترام استقلالية كل دولة."
وأضافت "ما يوضحه هذا الأمر هو أن تهديد التدخل الخارجي والقدرة على جمع حزم من المعلومات الكبيرة عن سكان البلاد أمر واقعي، ويجب أن نتعامل مع هذا التهديد بجدية كبيرة."
انخفاض الاستثمارات الصينية
في الوقت نفسه أظهرت دراسات جديدة أن الاستثمارات الصينية قد قلت إلى النصف خلال العام المالي الماضي مقارنة بالعام الذي سبقه. وأظهرت بيانات الجامعة الوطنية الأسترالية أن الانخفاض وصل إلى 47 في المائة، من 4.8 مليار دولار في 2018 إلى 2.5 مليار خلال العام الماضي.
وطبقا للبيانات التي تم جمعها منذ 2014، فإن الاستثمارات الصينية قد انخفضت على مدار ثلاثة أعوام متتالية، حيث كانت قد وصلت ذروتها في 2016 بقيمة 15.8 مليار دولار.
وقال الباحثون إن الاستثمارات الصينية الخارجية كانت أقل بشكل عام في جميع دول العالم، ولكن الانخفاض كان أكبر في أستراليا.
وخلال الأعوام الستة التي تم تتبع الاستثمارات فيها، فإن السوق العقاري تلقى أكبر قدر من الاستثمارات الصينية بمقدار الربع تقريبا، يليه قطاع التعدين بنسبة 21 في المائة.
الانخفاض في الاستثمارات الصينية عام 2019 تمثل في انخفاض بمقدار النصف في كل القطاعات تقريبا، بما في ذلك التعدين والعقارات والصناعة وانهيار في الاستثمارات في الزراعة.
وفي المقابل، تم تسجيل بعد الزيادات المتواضعة في قطاعات التمويل والتعليم والبناء.
وقال الباحثون إن الصين قد توجه استثماراتها تلك إلى الأسواق الصاعدة بدلا من أستراليا، حيث أصبحت بكين ترى أستراليا كمكان سلبي للاستثمار.
تأتي تلك الأرقام في ظل توتر دبلوماسي بين البلدين وصل إلى حد الغليان. وأغضبت الحكومة الصينية دعوات أستراليا بفتح تحقيق عالمي في كيفية تعامل بكين مع وباء كورونا، ومن وقتها فرضت الصين عقوبات على واردات الشعير واللحوم والنبيذ الأسترالية.

Australian journalists Michael Smith (L) and Bill Birtles (R) were forced to leave China after being questioned by police. Source: Twitter via Bill Birtles
واتهمت الصين أستراليا أنها تتدخل في تحقيقات الشرطة من خلال إيوائها لاثنين من الصحفيين الأستراليين المطلوبين للتحقيق في الصين داخل المجمع الدبلوماسي في بكين.
وسعى المراسلان الأستراليان إلى اللجوء في سفارة بلادهما الأسبوع الماضي بعد تواصل جهاز أمن الدولة الصيني معهما. وتم منعهما من السفر قبل الخضوع للتحقيق، لكنهما نجحا في العودة إلى الوطن الأسبوع الماضي بعد مفاوضات بين الجانبين.