هل شاركت القوات الأوكرانية في غزو العراق عام 2003؟

Ukrainian solders

Source: AAP Image/ AP Image Sergei Chuzavkov

ماذا زُعم

قام 7000 من القوات الأوكرانية بغزو العراق في 2003.

حكم AAP FactCheck

مضلّل. لم تكن أوكرانيا جزءاً من القوة الغازية في آذار/مارس 2003. إضافة إلى ذلك، إن أكبر عدد للقوات الأوكرانية في العراق لم يتعدَّ 1700 في أي وقت من الأوقات.

__________________________________________________________________________________________________________

فيما يستمرّ الصراع الروسي في أوكرانيا، ادّعى منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن 7000 من القوات الأوكرانية كانت متورّطة في غزو العراق في 2003.

لكنّ الخبراء يقولون إن الادّعاء مضلّل. إن أوكرانيا، التي كانت أصلاً ضدّ غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة، لم تلتزم بقوات للقتال ضمن قوات الائتلاف التي غزت العراق في آذار/مارس 2003 في حين أن عدد ال 7000 يشير إلى النشر التراكمي للقوات على مدى خمس سنوات.

يقول منشور الفيسبوك: "غزت قوات أوكرانية وعددها 7000 العراق ذا السيادة في 2003 دون أي سبب. لقد ساعدوا في شنق رئيس منتخَب بطريقة ديمقراطية. خدم الأوكرانيون كثالث أكبر وحدة لقوات الائتلاف خلال الاحتلال العراقي. تمّ اغتصاب الآلاف من النساء. ولكن أظن أن أحداً لم يشعر بنفس الألم لأن الضحايا كانوا من عقيدة وعِرق مختلفين."

وقد شارك هذا المنشور سيميون بويكوف من "Aussie Cossack" الذي كان محور ادّعاءات فضحتها سابقاً FactCheck AAP (انظر هنا وهنا).

إن ادّعاء المنشور يُضخّم دور أوكرانيا في حرب العراق ونشر قواتها على حدّ سواء كما جاء في التقارير الإخبارية. وقد أفاد مقال من NBC في كانون الثاني/يناير 2005 بشأن دعوة البرلمان الأوكراني لسحب القوات، أنه كان يوجد في العراق في ذلك الوقت 1650 جندياً أوكرانياً.

وذكر المقال أيضاً أن "أوكرانيا عارضت بشدّة الحرب على العراق بقيادة الولايات المتحدة، ولكنها وافقت لاحقاً على إرسال قوات في جهد واضح لتصحيح العلاقات" مع الولايات المتحدة.

ويدعم هذا التقييم  تقرير الغارديان في تموز/يوليو 2003، قائلاً إنه كان من المقرر أن تتوجّه " وحدة حفظ سلام" قوية من 1800 جندي إلى العراق في أيلول / سبتمبر من ذاك العام. القرار كان بمثابة تغيير كامل ومفاجئ لوجهة نظر أوكرانيا من الغزو بعد التحقيق الذي أُجري حول ما إذا كانت أوكرانيا باعت منظومات أسلحة إلى العراق في 2000.

إن خلفية هذا الجدال موثّق هنا.

أكّد Dr David Kilcullen، الذي كان كبير مستشاري الجنرال المتقاعد ديفيد بتريوس في العراق في 2007 لـ AAP FactCheck أن أكبر عدد للقوات الأوكرانية في العراق لم يتعدَّ 1700 في أي وقت من الأوقات.

وقال في رسالة إلكترونية "بعد 2006 كان لديهم في البلاد 40 عنصراً فقط في دور حفظ السلام. وقد خدم في العراق خلال ذلك الوقت حوالي 5000 من الجنود الأوكرانيين، كجزء من الائتلاف بقيادة الولايات المتحّدة."

وقال الدكتور Dr Kilcullen إنه إلى حين انسحابهم شكّل الأوكرانيون  ثالث أكبر وحدة في العراق من 2003-2008.

هذه الأرقام يدعمها تقرير للجيش الأميركي حول "مراسم نهاية البعثة" الأوكرانية نُشر في 11 كانون الأول/ديسمبر، 2008. على نقيض ذلك، أدرج كتاب أنتجه مركز التاريخ العسكري للجيش الأميركي بعنوان "مشاركة الحلفاء في عملية تحرير العراق" أدرج 7000 كإجمالي العدد التراكمي للقوات البرّية من آذار/مارس 2003 حتى كانون الأول/ديسمبر 2005 مع بلوغ العدد في ذروة الانتشار الأوكراني 1630 (صفحة 116).

غير أن أوكرانيا لم تكن جزءاً من القوة الغازية في آذار/مارس 2003، المعروفة بائتلاف الراغبين".

أكّد ذلك John Blaxland، أستاذ دراسات الأمن والاستخبارات الدولية في ANU، الذي قال ل AAP FactCheck لقد شارك في غزو عام 2003 الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة والقوات الأسترالية وليست الأوكرانية.

إن الغزو الذي أُطلق عليه عملية تحرير العراق، بدأ في 20 آذار/مارس 2003 بحملة "صادمة ومرعبة" من القصف الجوي، على الرغم من فشل قرار مجلس الأمن الدولي بالسماح بالحرب. في نفس ذلك اليوم، احتشد المتظاهرون خارج البرلمان الأوكراني ليعارضوا التصويت على ما إذا كانت أوكرانيا سترسل إلى الكويت وحدة من 530 رجلاً لمكافحة المواد الكيميائية في حال وقوع هجوم كيميائي أو بيولوجي. يذكر هذا التقرير حول التصويت قلق الرئيس الأوكراني Leonid Kuchma من فشل المبادرات الدبلوماسية في الأمم المتحدة في تجنّب الحرب.

قبل التصويت، لم تُحسب أوكرانيا ضمن ائتلاف الراغبين، على النحو المبين في تقرير بي بي سي هذا في 18 آذار/مارس، 2003 الذي استخدم وزارة الخارجية الأميركية كمصدر. بعد أسبوع أدرج البيت الأبيض اسم أوكرانيا ضمن 49 بلداً ملتزمة بالائتلاف.

غير أنه، أن أوكرانيا استُبعدت من بعض تقييمات عضوية الائتلاف، مثل  تقرير جامعة ستانفورد هذافي حزيران/يونيو 2003. في الشهر ذاته، البرلمان الأوكراني وافق على قرار لإرسال وحدة حفظ سلام" قوية من 1800 جندي في 2003.

جاء هذا القرار عقب قرار لمجلس الأمن الدولي في 22 آذار/مارس ، الذي "حدّد الدور السياسي للأمم المتحدة في إعادة إعمار العراق بعد انتهاء النزاع".

وقد اتُّخذ هذا القرار بعدما تمّ الإعلان عن نجاح الغزو بقيادة الولايات المتحّدة وانتقلت قوات الائتلاف إلى فترة احتلال عسكري. بين أمور أخرىتضمّن القرار دعوات بتقديم مساعدات إنسانية وبدء خطوات لتمكين الشعب العراقي من تحديد مستقبلهم السياسي.

بحلول شباط/فبراير 2007، تضاءلت أعداد ائتلاف الراغبين، من 25,000 جندي من 38 بلداً في 2003 إلى 15,000 فقط من 25 بلداً، وفق هذا التقرير.إن مجلس العلاقات الخارجية لا يحسب أوكرانيا ضمن الدول التي ساهمت بشكل كبير مع الائتلاف بحلول 2007.

ويقول "إن أهم تخفيض في قوة الائتلاف حصل في أيلول سبتمبر 2005، عندما بدأت إيطاليا بسحب كل قواتها البالغ عددهم 3000 جندي. وسرعان ما حذت حذوها أوكرانيا وبلغاريا، وهما من أقوى المؤيدين لواشنطن في الحرب، وسحبتا معظم قواتهما السنة التالية".

في 2006، أوكرانيا قلّصت قوات حفظ السلام التابعة لها إلى 40 جندياً فقط.

الحكم

على عكس ادّعاء المنشور، لم تلعب أوكرانيا أي دور في غزو العراق في آذار/مارس 2003. غير أنها، قدًمت قوات حفظ سلام في أيلول/سبتمبر في ذاك العام بعد موافقة البرلمان.

وقد أكّد خبير لـ AAP FactCheck، أن الأوكرانيين حقيقة خدموا كثالث أكبر وحدة في الائتلاف، بحوالي 5000 من القوات على مدى خمس سنوات، وبانتشار بلغ ذروته 1700 جندي. وقد ذكر كتاب مركز التاريخ العسكري للجيش الأميركي أن إجمالي العدد التراكمي للقوات البرّية الأوكرانية بلغ 7000 من آذار/مارس 2003 إلى كانون الأول/ديسمبر 2005.

مضلّل – الادّعاء دقيق في بعض أجزائه غير أن المعلومات قُدِّمت بطريقة غير صحيحة، أو خارج السياق أو حُذِفت.

* إنّ AAP FactCheckعضو معتمد في الشبكة الدولية للتدقيق في الحقائق.لمواكبة آخر تحقيقاتنا، تابعونا على فيسبوك، تويتروإنستغرام.


شارك

نشر في:

آخر تحديث:

By AAP FactCheck
المصدر: AAP

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand
هل شاركت القوات الأوكرانية في غزو العراق عام 2003؟ | SBS Arabic