شهدت مدينة ملبورن ، اشتباكات بين متظاهرين مناهضين للحكومة ومحتجين ضد العنصرية، رغم محاولات الشرطة الفصل بين المجموعتين .
وقدرت شرطة فيكتوريا أن ما يقرب من 2500 شخص من مجموعات متعددة نزلوا إلى شوارع المدينة في التظاهرات التي اقتربت مسافتها حتى 50 متراً فقط أمام برلمان الولاية.
وأوضحت الشرطة أنها نشرت نحو 600 ضابط في قلب ملبورن بهدف "الحفاظ على النظام" وانها أقامت حواجز لإبقاء المجموعات منفصلة .
وقالت إنه تم استخدام رذاذ الفلفل وأجبر الضباط على التدخل لإبقاء المسيرات المتنافسة منفصلة لتجنب العنف ، لا سيما بالقرب من مبنى برلمان الولاية حيث حضر حوالي 400 شخص لما أطلق عليه المنظمون مسيرات "أستراليا تتحد ضد الفساد الحكومي".
وسار متظاهرون تضامناً مع Camp Sovereignty وهو موقع دفن ومكان تجمع في وسط ملبورن تعرّض لهجوم عنيف من مجموعة النازيين الجدد أواخر شهر أغسطس آب، فيما تحرّك آخرون تحت شعاري "أنقذوا أستراليا" و"أستراليا تتوحد" مطالبين بإصلاح سياسة الهجرة ومندّدين بما وصفوه بـ"الفساد الحكومي".
ولاحقاً، اندلعت اشتباكات محدودة بين مجموعات أصغر قرب محطة فليندرز ستريت وتقاطع شارعي بورك وسوانستون، فيما استخدمت الشرطة رذاذ الفلفل ضد متظاهرين مؤيدين لفلسطين.
في سيدني، قدرت الشرطة أعداد المشاركين بنحو 3500 شخص، بينهم ثلاثة آلاف في مظاهرة "أنقذوا أستراليا" و"أستراليا تتوحد"، وقرابة 600 في تظاهرة "السيادة لم تُمنح أبداً".
الأعلام الأسترالية وتكريم تشارلي كيرك
وحمل المشاركون في مظاهرات "أنقذوا أستراليا" الأعلام الوطنية، ودعوا إلى وقف ما وصفوه بـ"الهجرة الجماعية" والتصدي لـ"فساد الحكومة".
ورفعت لافتات كُتب عليها شعارات متباينة، منها "المهاجرون ليسوا المشكلة.. الحكومة هي المشكلة"، و"أستراليا للمسيح"، فيما استشهدت أخرى بالسياسية بولين هانسون التي انتقدت مستويات الهجرة.
وأشار منظمو مسيرات "مارش فور أستراليا"، التي جرت في أغسطس الماضي، إلى أنهم غير مرتبطين باحتجاجات السبت. لكن عدداً من المتظاهرين رددوا أغاني مثل Waltzing Matilda، وطالبوا رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي بالاستقالة.

Source: SBS
إلى ذلك، وقف المشاركون في مدينة أديلايد دقيقة صمت تكريماً للمعلق الأميركي اليميني البارز تشارلي كيرك الذي قُتل هذا الأسبوع في الولايات المتحدة.
لا كراهية ولا عنف
في المقابل، خرجت احتجاجات مضادة الاولى كانت لمجموعات داعمة للفلسطينيين والثانية قادها ناشطون من السكان الأصليين تحت شعار "السيادة لم تُمنح أبداً"، رفضاً للعنصرية والفاشية. وردد المتظاهرون في ملبورن شعارات من قبيل "لا للكراهية، لا للخوف.. النازيون غير مرحب بهم هنا".
وذكر أحد المشاركين لــ "أس بي أس نيوز" إن التظاهرات تمثل "جرس إنذار" وتهدف إلى توعية الناس بتاريخ وثقافة السكان الأصليين.
وكان موقع " Camp Sovereignty"، الذي يُعد مكاناً رمزياً للسكان الأصليين في قلب ملبورن، قد تعرض في 31 أغسطس لهجوم من متعاطفين مع اليمين المتطرف ونازيين جدد، ما أسفر عن إصابات وأضرار لا تزال قيد التحقيق القضائي.
من جهته، أكد قائد شرطة فيكتوريا، تروي بابوورث، أن "سلامة Camp Sovereignty كانت أولوية قصوى"، مشيراً إلى أن قوات إضافية تمركزت في المدينة دون الكشف عن أماكنها.
وبينما لم تُسجَّل تقارير عن حضور أعضاء شبكة الاشتراكيين القوميين (National Socialist Network) في احتجاجات ملبورن، فأن ABC News ذكرت بأن عدة أشخاص ارتدوا شارات تحمل رموزا مرتبطة بالنازية خلال مسيرة ضد الهجرة في سيدني.
ولم تسجل الشرطة الأسترالية في نيو ساوث ويلز حوادث كبيرة خلال تظاهرات سيدني، لكنها أوضحت أنها اعتقلت رجلاً خمسينياً بتهمة "الإخلال بالسلام" وأصدرت تحذيراً لمشغّل طائرة مسيرة حلق في منطقة محظورة.
وأفادت هيئة الإسعاف في الولاية أنها عالجت حالتين في الموقع، مؤكدة عدم وقوع إصابات خطيرة.
اشتباكات في ملبورن
واشتبكت شرطة ملبورن لفترة وجيزة مع متظاهري السيادة من السكان الأصليين قرب محطة فليندرز أثناء انتقالهم من المكان.
وقال أحد المحتجين للصحفيين إن شخصا كان يضع علم السكان الأصليين على كتفيه تعرّض لرشّ رذاذ الفلفل في وجهه من قِبل الشرطة.

Protesters allege that at least one person was capsicum sprayed in the face by police after officers worked to move the crowd on. Source: SBS
وأضاف " أمام مسيرة مارش فور أستراليا صفّان من الشرطة، أما نحن فكان لدينا أربعة صفوف". وأضاف محتج آخر "دفع الشرطيون أفرادنا وبدأوا يتصرّفون بعدوانية".
وأظهرت لقطات حصلت عليها SBS News متظاهرين يسكبون الماء في عيني المصاب.
وفي بيان تلقت أس بي أس نيوز نسخة منه قالت شرطة فيكتوريا إنها "اضطرت إلى التدخل مرات عديدة للفصل بين المتظاهرين من مجموعات مضادة، وتم استخدام رذاذ الفلفل"
ولفتت إلى اعتقال رجل يبلغ من العمر 29 عاماً بتهمة "إتلاف ممتلكات" على خلفية حادثة متعلقة بالكتابة على الجدران.
واستعانت الشرطة في ملبورن بفرق خاصة لتطويق المتظاهرين وسط مخاوف من اندلاع مواجهات عنيفة، وأعلنت أنها تدخلت عدة مرات للفصل بين المجموعات المتقابلة.
واشارت شرطة فيكتوريا الى أنها امتلكت معلومات تفيد بسعي مجموعات من أقصى اليمين وأخرى من أقصى اليسار إلى المواجهة.
وكانت الشرطة قد فعّلت في CBD ملبورن صلاحيات إضافية لتفتيش الأشخاص بحثاً عن أسلحة، وتوجيه الأفراد إلى إزالة أغطية الوجه يوم السبت.