ها قد انطلق شهر رمضان المبارك، وبدأ معه الملايين من الناس مسعاهم نحو صقل الروح وتطهير النفس وتهذيب الجسد. هناك من يتهيّب الموقف قبل أن يُقدِم على مثل هذا الالتزام، فالصوم يبعث على القلق لأنه يتطلب تضحية ومشقّة. لكنّ بعض المتهيّبين يقولون إنهم سرعان ما يحصلون على نعمة لم ينتظروها ما أن ينطلقوا في مسيرة الصوم.
مع ذلك، قصص رمضان لا تقتصر على الصائمين دون سواهم، فهناك عناوين كثيرة تبرز خلال الشهر الكريم، منها ما يعود لتيارين يتجاذبان المشهد الرمضاني. في التيار الأول ينشط فاعلو الخير الذين يسعون إلى تتويج صومهم بالإحسان. وعمل الخير لا يقتصر على إعطاء المال للفقير أو إطعام الجائع، بل يتطور إلى أنواع أخرى من العطاء، منها السخاء بالوقت.
على سبيل المثال، تحدثت شبكة سكاي نيوز عن برنامج تم إطلاقه أمس في الإمارات تحت اسم "تكاتف"، وهو كناية عن حملة رمضانية لتشجيع العمل التطوعي بين الشبيبة في المجتمع. وقد انضم حتى الآن أكثر من 1500 شخص إلى هذه الحملة الهادفة إلى توزيع ما يعرف بـ "صناديق الخير" في مختلف أنحاء البلاد خلال شهر رمضان.
أما التيار الآخر، فيتكون من تجار يستغلون هذه المناسبة الدينية والروحية ليرفعوا أسعار المواد الغذائية قبل حلول موعد الإفطار. مواقع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي تزخر بعناوين ومقالات وقصص عن مثل هذه الممارسات التي تزداد سنة بعد سنة.
من الأمثلة على استغلال هذا الشهر الفضيل من قبل بعض التجار، برزت عناوين على مدى اليومين الماضيين تؤكد أن هذا المنحى مستمر. من هذه العناوين "مخاوف من ارتفاع الأسعار في أسواق جدة"، وهو عنوان ورد على الموقع السعودي "المواطن". من العناوين الأخرى اللافتة، "الأردن: الحكومة تحذر التجار من رفع الأسعار خلال شهر رمضان"، كما ورد على موقع "العربي الجديد".
أما في أستراليا، فالصورة غير واضحة، إذ قلما نُشرت تقارير عن رفع الأسعار خلال رمضان خصوصاً أن السكان في غالبيتهم الساحقة من غير المسلمين، وهناك متاجر ضخمة تتنافس بشراسة في ما بينها. مع ذلك، لا بد من التساؤل عن المتاجر العربية وما إذا كانت تلتزم قواعد التجارة العادلة. لا تقارير حتى الآن تؤكد هذا الالتزام أو تنفيه، لكن إذا كانت لديكم أخبار عن استغلال هذه المناسبة الكريمة في أستراليا لرفع الأسعار نود أن نسمع منكم.