عندما تبكي الأرقام... ويستحي الخجل!

هم بشرٌ في نهاية المطاف وليسوا أرقاماً! لهم وجوهٌ تُشرق، وعيونٌ تدمع وعقولٌ تفكر وقلوبٌ تحب. مع ذلك يُشار إليهم بالأعداد وكأنهم إحصائية! جُرّدوا من إنسانيتهم كي لا تجيش لهم العواطف، فيبقوا مجرد قضايا نائمة في سجلات رسمية.

Iraqis leaving a refugee camp to return home to Mosul

Source: AAP

يُقال إن عددهم في أستراليا يناهز الثلاثين ألفاً، وصلوا هذه الديار بالقوارب منذ سنوات، أمضوا في معتقلاتها مرحلة حزينة من عمرهم، ثم أطلق سراحهم ليعيشوا في المجتمع. السلطات الأسترالية منحت بعضهم تأشيرة الحماية الموقتة (TPV) وبعضهم الآخر تأشيرة الملاذ الآمن (SHEV).

هذه التأشيرات تسمح للاجئين بالعمل والاستفادة من بطاقة المديكير الصحية والحصول على مِنح الضمان الاجتماعي لدى البحث عن عمل. كذلك يستطيع أولاد اللاجئين الالتحاق بالمدارس الحكومية للتحصيل العلمي. لكن بعد ذلك تبدأ المأساة.

بحسب موقع دائرة الهجرة وحماية الحدود، لا يحق لأولاد حاملي تأشيرة الملاذ الآمن الاستفادة من التعليم الجامعي المدعوم من الحكومة والقائم على مبدأ الاستدانة والمعروف بـ HECS، بل يُحسبون مثل الطلاب الأجانب، وعليهم دفع القسط الجامعي بكامله.

لكن الأسوأ غير مذكور على موقع دائرة الهجرة. فهؤلاء الطلاب لا يحق لهم حتى الاستفادة من منحة للدراسة في الجامعة. هذا ما تبيّن لنا من قصة الطالبة إيمان الكناني التي أبدعت في الامتحانات الثانوية وحصلت على معدل 90 % من العلامات.

تريد إيمان أن تواصل تحصيلها العلمي في الجامعة حيث تود دراسة أكثر المهن إنسانيةً، الطب. لكنّ إيمان التي وصلت أستراليا طفلة مع أهلها بقارب في العام 2012، وعاشت في معتقلات طالبي اللجوء، لا تستطيع الآن الالتحاق بالجامعة لتحقيق حلمها، حتى بعد حصولها على منحة للدراسة في جامعة Griffith، إذ قيل لها إنه لا يحق لها الاستفادة من المنحة لأن المنح مخصصة فقط لأصحاب الجنسية الأسترالية أو حَمَلَة التأشيرة الدائمة.

كم من إيمان في مجتمعنا لم نسمع صوتها؟ كم من إيمان ستظهر في المستقبل بعد قرار الحكومة أمس بالذات بحرمان حتى المهاجرين الجدد، الذين يصلون أستراليا ابتداءً من تموز/يوليو المقبل من كل المنح الاجتماعية خلال السنوات الثلاث الأولى من حياتهم في أستراليا؟ مدة هذا الحظر حالياً سنتان.

هل تخلت أستراليا عن طيبتها؟ هل فقدت أستراليا أستراليتَها؟

حمّل تطبيق أس بي أس الجديد للإستماع لبرامجكم المفضلة باللغة العربية.


شارك

نشر في:

آخر تحديث:

By Ghassan Nakhoul
تقديم: Australia Alyaom, Ghassan Nakhoul, Sanae Ouahib

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand