بعد غياب استمر 12 عاماً، وبعد ان مرّ وطني سوريا بما أطلق عليه اسم "أسوأ حرب في التاريخ المعاصر" ظننت أني سأعود لبلد مزقتها الحرب، بلد لن أتعرف على حاراته وشوارعه، بلد لن استطيع أن أنتمي اليه ولكني فوجئت بما كان في انتظاري.
في مدينتي الجنوبية الصغيرة (السويداء) كان المنزل الذي تربيت فيه على حاله، كان كما ولو أني لم أتركه ليوم واحد ولكن هذه المرة كان من حوله مبان جديدة وحديثة التصميم، مبان لم أعهدها في شارعي البسيط في مدينة كان سكانها يعرف بعضهم بعضاً. مدينتي التي استقبلت منذ بداية الحرب حوالي ثلاثمئة ألف لاجئ واستقر نصفهم فيها.
عودتي إلى سوريا جاءت بعد أن قرر والدي السفر والتقاعد في الوطن الام العام الماضي، في البداية ظننت أن قراره كان مجنوناً ولماذا يقرر استراليٌ سوري العودة إلى سوريا أثناء الحرب؟ غير انّ والدي ليس الوحيد الذي قرر ذلك فعلى ما يبدو عاد الكثيرون من مختلف أنحاء العالم إمّا للعيش مع أقاربهم في هذه الفترة الحرجة أو حتى للاستثمار والعمل في سوريا.
تفاجأ كثيرون من اصدقائي الأستراليين عندما علموا أن شقيقتي أيضاً قررت أن تحتفل بزفافها في سوريا فهم كسواهم ممن يعيش في دول الغرب لا يعرفون عن سوريا إلّا ما يشاهدونه في نشرات الأخبار التي تركز على الدمار والقتال المستمر.
ولكنّ سوريا كانت كما لم أتوقعها، جاهزة للاحتفال بالحياة لا الموت، قادرة على الفرح في عز الأزمات ومستمرة بالعطاء رغم كل المآسي التي مرت بها.
قصتي تشبه قصص آلاف السوريين الذين مهما غابوا عن وطنهم الأم، يعودون يوماً لأرض الشمس التي لا تكف شمسها عن الاشراق!
استمعوا هنا الى البث المباشر لاذاعتنا و لاذاعة BBC أيضا

Source: Heba Kassoua

Source: Heba Kassoua

Source: Heba Kassoua

Source: Heba Kassoua

Source: Heba Kassoua

Source: Heba Kassoua
حمّل تطبيق أس بي أس الجديد للإستماع لبرامجكم المفضلة باللغة العربية.
Video postproduction: Tyrone Pynor and May Rizk