منذ شهور وإعلانات فيلم الحرب المسمى "1917" تعرض بتكرار على شاشات التلفاز، وداخل دور عرض السينما في أستراليا، فالفيلم المنتظر بنى حالة تشويق واسعة لكونه أحد الأفلام الأولى الذي يصور بالكامل بشكل متصل دون حدوث انقطاع في المشاهد.
مبدأ المشهد الواحد ليس بجديد، فمخرج الفيلم سام مانديز، الحاصل على جائزة أوسكار أفضل مخرج عن فيلم American Beauty، نفذ هذه التقنية بالفعل في أحد أشهر أفلامه وهو فيلم جيمس بوند Spectre، وفيه يسير البطل في شوارع مدينة مكسيكو سيتي، محاطاً بالمشاركين في مهرجان الموتى، متتبعاً أثر أحد أعدائه، وتنتقل الكاميرا مع بوند في مشهد واحد متصل لتنقل لنا تحركاته في مطاردة لا تنسى، ولكنها تستغرق دقائق معدودة.
في مشهد Spectre أضافت وحدة المشهد الكثير من التشويق وهو ما عجز عنه المخرج في فيلمه الأخير "1917".

This image released by Universal Pictures shows Dean-Charles Chapman, left, director Sam Mendes, center, and George MacKay on the set of "1917." Source: AAP
تدور أحداث الفيلم في زمن الحرب العالمية الأولى، فبطل الفيلم الجندي البريطاني بليك (دين تشابمان) يكلّف مع زميله الجندي شوفيلد (جورج ماكاي) بإيصال رسالة هامة لأحد فيالق الجيش البريطاني، فجنود هذا الفيلق يسيرون في طريق تتربص بهم في نهايته القوات الألمانية، ولإكساب المهمة طابعاً أكثر أهمية نعلم أن في هذا الفيلق شقيق بليك الأكبر جوزيف بليك (ريتشارد مادن)، وينطلق الجنديان في مغامرة محفوفة برصاصات النازيين ومدفعيتهم التي لا تتوقف.
المهمة العسكرية هنا تتحول من واجب وطني لشأن شخصي، يستدعي المخرج من خلاله أفكاراً عن قسوة الحرب، والصداقة التي تنشأ بين الجنود في ظل ظروف بالغة الصعوبة تدفعهم أحياناً للتضحية بحياتهم من أجل رفقاء السلاح.
لكن اختيار المخرج لوحدة المشهد وهو إنجاز تقني هائل، حرم المشاهد من متعة من متع السينما وهي رؤية مناظر الحياة العادية من زوايا غير مألوفة توفرها الكاميرات المتعددة، ومؤخراً الكاميرات التي تحملها الدرونز.

British director Sam Mendes. Source: AAP
على الرغم من ذلك يظل الفيلم عملا تقنياً مذهلا، الأمر الذي دفع بالمسؤولين لمنح الفيلم جائزة الجولدن جلوب كأفضل فيلم، وهو مرشح بقوة للفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم.