أكبر تسوية جماعية في تاريخ أستراليا
وزيرة العدل الأسترالية، ميشيل رولاند، أكدت أن هذه التسوية – في حال اعتمادها من المحكمة الفيدرالية – ستكون الأكبر في تاريخ الدعاوى الجماعية بالبلاد، مشددة على أن الحكومة الحالية برئاسة حزب العمال تسعى إلى تصحيح الأضرار التي لحقت بمئات الآلاف من الأستراليين الضعفاء بسبب هذا البرنامج.
وقالت رولاند في بيان:
“تُظهر هذه التسوية التزام حكومة حزب العمال برئاسة ألبانيزي بمعالجة الأضرار التي سبّبها مخطط روبو ديت الكارثي الذي أطلقته الحكومة الليبرالية السابقة.”
وأضافت أن لجنة التحقيق الملكية وصفت البرنامج بأنه “آلية قاسية وغير عادلة وغير قانونية”، مشيرة إلى أنه “سبّب صدمات نفسية جسيمة للناس لمجرد احتمال أن يكونوا مدينين للحكومة”، كما اعتُبر “فشلاً مكلفًا من الناحية الإنسانية والاقتصادية على حد سواء”.
خلفية عن القضية
تم إطلاق برنامج “روبو ديت” بين عامي 2015 و2019 من قبل حكومة الائتلاف السابقة، بهدف تحصيل الديون من متلقي الإعانات الاجتماعية. واعتمد النظام على البيانات الضريبية بشكل آلي لمقارنة متوسط الدخل مع المدفوعات المقدمة، ما أدى إلى إرسال مئات آلاف الإشعارات الخاطئة بوجود ديون.
- استرد البرنامج أكثر من 750 مليون دولار من نحو 400 ألف شخص.
- كثير من المستفيدين اتُّهموا ظلماً بمديونية غير حقيقية.
- تم ربط البرنامج بعدة حالات انتحار نتيجة الضغط النفسي والمالي.
وفي عام 2020، دفعت الحكومة أكثر من 1.8 مليار دولار كتعويضات أولية للمتضررين، لتأتي هذه التسوية الجديدة كإضافة إلى التعويضات السابقة.
“لحظة مُرّة وحلوة” للضحايا
إحدى المدّعيات الرئيسيات، فيليسيتي باتون، عبّرت عن ارتياحها بعد الإعلان قائلة: “أنا ممتنة ومُرتاحة لوصولنا إلى هذه المرحلة، لكن هناك مرارة في قلبي حين أفكر بالضحايا الذين تعرضوا لأضرار لا يمكن إصلاحها – من فقدوا أحباءهم، من انهارت حياتهم الأسرية، أو أُصيبوا بأزمات نفسية ستلازمهم إلى الأبد.”
أما المحامي بيتر غوردون، الذي مثّل الضحايا، فقال:
“اليوم هو يوم انتصار وتأكيد للعدالة. الضحايا يعرفون الآن أن أصواتهم قد سُمعت، وأن أستراليا ما زالت دولة تحكمها القوانين لا الأهواء، حتى عندما يتعلق الأمر بمحاسبة الحكومة نفسها.”
تمثل هذه التسوية اعترافاً رسمياً بفشل برنامج روبو ديت الكارثي، وخطوة مهمة نحو إنصاف مئات الآلاف من المتضررين. لكنها في الوقت ذاته تذكير مؤلم بالتداعيات الإنسانية العميقة التي تركها هذا النظام الآلي على حياة الأستراليين