يحكم هون سين البلاد منذ 1985. فقد كان عضوا سابقا في نظام الخمير الحمر الماوي المتشدد. لكنه انشق عنه وتم تعيينه حاكما للبلاد خلال الاحتلال الفيتنامي في ثمانينات القرن الماضي.
وكان هون سين وصل الى الحكم في بلاد كانت لا تزال تشهد حربا اهلية. وقد اتخذ إجراءات صارمة ضد المعارضة في الفترة التي سبقت الانتخابات ومارس ضغوطا على المجتمع المدني ووسائل الإعلام المستقلة وخصومه السياسيين.
وأعلن المتحدث باسم "حزب الشعب الكمبودي" الحاكم سوك ايسان لوكالة فرانس برس ليل الاحد انه من المتوقع فوز الحزب بـ"اكثر من مئة مقعد" في البرلمان المؤلف من 125 نائبا، بحسب ارقام اولية نشرتها اللجنة الانتخابية الوطنية.
وقال المتحدث إن "حزب الشعب الجمهوري سينال نسبة تصويت تفوق 80 بالمئة"، مضيفا "هذا فوز كبير لنا".
وينسب رئيس الوزراء البالغ من العمر 65 عاماً الى فترة حكمه كل انجازات السلام والاستقرار والنمو الاقتصادي.
وكتب هون سين على صفحته على فيسبوك "اختار المواطنون المسار الديموقراطي واستخدموا حقوقهم" في اشارة واضحة الى المعارضة التي دعت الى مقاطعة الانتخابات.
وأعلنت اللجنة الانتخابية الوطنية أن نسبة التصويت بلغت 82 بالمئة، وقد تخطت النسبة التي سجلت في الانتخابات السابقة عام 2013 ولم تتجاوز حينها 69 بالمئة.
بطاقات اقتراع مزورة
لكن كانت هناك أيضا علامات يأس ولامبالاة، وقال خبير في الانتخابات في جنوب شرق آسيا إن نسبة المشاركة المرتفعة كانت مضللة.
وقال لي مورغنبيسر الاستاذ في كلية العلاقات الدولية التابعة لجامعة غريفيث "في ظل حكم الحزب الواحد عادة ما يكون الاقبال اكبر لان الحزب، وفي هذه الحالة حزب الشعب الديموقراطي يعتمد بشكل اكبر على ترهيب الناخبين وشراء الاصوات وبهذه الطريقة يتم تضخيم المشاركة الانتخابية".
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور تظهر فيها بطاقات اقتراع مزورة لكن لم يكن ممكنا التحقق منها بشكل مستقل. ورأى مراسلو وكالة فرانس برس عشرات الأوراق البيض موضوعة جانبا أثناء الفرز.
وسحبت الحكومات الغربية المساعدات والتمويل للانتخابات الكمبودية مشيرة إلى انعدام المصداقية فيها.
وفاز حزب الشعب الكمبودي بجميع الدورات الانتخابية منذ 1998.
وأطلقت المعارضة التي سجن قادتها او باتوا يختبئون او في المنفى، حملة "اصبع نظيف" لحض الكمبوديين على المقاطعة، ولايصال رسالة الى الحزب الحاكم مع تحوّل الانتخابات الى استفتاء على شعبية هون سين.
ومن المتوقع اعلان النتائج الرسمية في 15 اب/اغسطس.
"قبضة دكتاتور"
تم تعيين هون سين حاكما لكمبوديا بعمر 32 عاما خلال فترة الاحتلال الفيتنامي التي استمرت من 1979 الى 1989.
وقد ساهم تصويت الشباب في 2013 في حصول حزب الانقاذ الوطني الكمبودي على نسبة تصويت تفوق 44 بالمئة، وبحصة مشابهة في الانتخابات المحلية الاخيرة التي اجريت العام الماضي.
لكن هون سين قلل من اهمية التهديد الانتخابي الوشيك متهما حزب الانقاذ الوطني بالتورط في مخطط خيانة للاطاحة بالحكومة واعتقل زعيمه كيم سوخا.
وحلت المحكمة العليا الحزب في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 ما مهد الطريق امام حزب الشعب الحكم الكمبودي لفوز الاحد.
وقال فيل روبرتسون نائب مدير منظمة هيومن رايتس ووتش لمنطقة آسيا "هذه قصة عن موت الاحلام الديموقراطية تحت قبضة دكتاتور".
سلطة ومحسوبية
ودفعت اجواء خوف اثارها اعضاء محليون في الحزب الحاكم، بالبعض الى انتقاد الانتخابات علنا.
وقالت اللجنة الانتخابية التي اتهمت بأنها منحازة للحزب الحاكم، ان ليس هناك ترهيب للناخبين.
أحكم هون سين قبضته على السلطة من خلال مزيج من التحالفات العائلية والسياسية في الشرطة والجيش والاعلام.
كما عيّن اولاده في مناصب رئيسية وهو ما يرى المراقبون انه محاولة لتوريث الحكم والتأسيس لسلالة حاكمة.
وامتنعت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عن ارسال مراقبين للاشراف على الانتخابات الا ان الصين، حليفة كمبوديا، قدمت الدعم.
وقال المعارض سام رينزي المقيم في فرنسا ان الانتصار الانتخابي "فارغ المضمون".
وحض حزب الانقاذ الوطني في بيان الاحد الكمبوديين على مقاطعة "الانتخابات المهزلة التي لم تحصل على دعم ولا يعترف بها المجتمع الوطني".