تصاعد الخلاف بشكل كبير الإثنين بين النجم محمد صلاح والاتحاد المصري لكرة القدم على خلفية طلبات تقدم بها الأول ترتبط بمشاركته مع المنتخب الوطني، أكد أنها لصالح كل اللاعبين، بينما رفض الاتحاد في بيان حاد اللهجة اعتماد سياسة "الكيل بمكيالين".
ففي خطوة نادرة، نشر صلاح انتقاداته للاتحاد، وذلك عبر تسجيلن مصور نشره على فيسبوك.
وقال اللاعب البالغ 26 عاما "ما أطلبه هو بناء على أمور أراها في الخارج وأتعامل معها في الخارج وأتعامل معها من دون أن أطلبها أنا. عندما أطلب أمرا وأقول هذا هو الأفضل، أقول هذا هو الأفضل بالنسبة للاعبين كلهم وليس لصلاح كشخص".
وشدد على أن الموضوع الأهم هو توفير عناصر الأمن "للمنتخب وشخص يبقى معي، ليس ليمشي خلفي طوال الوقت ويبعد الناس".
وربط صلاح مباشرة بين هذه الطلبات وما جرى على هامش مشاركة المنتخب في نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، لاسيما لجهة دخول مشجعين وشخصيات الى مقر إقامة المنتخب لالتقاط صور مع اللاعبين.
وقال "في المعسكر الأخير عندما شاركت مع المنتخب، نمت الساعة السادسة صباحا (...) لا أريد أن أوجه اتهاما الى أحد معين، لكن أنا في منتخب مصر، وهذا فريق والمعسكر يجب أن يكون مغلقا وألا نرى أحدا".
وتابع "عندما يكون لديك لاعب أو لاعبين ينامون الساعة السادسة صباحا، يعني ثمة مشكلة. لماذا لا يكون لدينا قناعة أنه يمكن أن نكون على خطأ؟ يمكن أن يكون ثمة خطأ ونعالجه. أنا لا أطلب الأمن لكي ينام الى جانبي (...) طلبت أن يكون ثمة أمن لتتوفر راحة اللاعبين بالفندق والمعسكر".
وانتقد صلاح نفي مسؤولين في الاتحاد حصول مضايقات للاعبين خلال المعسكر، قائلا "ممكن أن تسألوا الفندق، ممكن أن تسألوا اللاعبين، لكن لا أريد أن أدخل اللاعبين في الموضوع لأن المشكلة مشكلتي".
أضاف "لم أطلب معاملة خاصة من أحد، لم أطلب أن أمشي بمفردي، أنا أطلب ما أراه بعيني انه يتم القيام بها في الخارج، وأرى أن لدينا الامكانيات وسهل جدا أن نقوم بها"، سائلا "كيف يصعد الناس الى الغرفة ويلتقطوا الصور معي؟ (...) لا أطلب امتيازات. طلبت أن أكون مرتاحا في الغرفة، ألا يزورني أحد في أي وقت كان، ألا يقرع الباب في أي وقت كان".
في بيان نشره الاتحاد الاثنين، رأى الاتحاد أن "المبالغة في الطلبات التي يمكن وصف بعضها بغير المنطقية، هو أمر لن يقبله الاتحاد المصري لكرة القدم، حيث أننا لا نتعامل بسياسة الكيل بمكيالين بين لاعب وآخر، حفاظا منا على توفير بيئة رياضية قائمة على العدل والمساواة واللعب النظيف، دون تفرقة بين لاعب وآخر"، مؤكدا أن "طلبات لأي لاعب تلقى الاهتمام والعناية اللازمة طالما تسعد لاعبيه ولا تخالف القواعد والأصول واللوائح".
وأوضح عضو الاتحاد أحمد مجاهد في مؤتمر صحافي أن الطلبات شملت "وجود حارسين خارج غرفته (خلال المعسكرات) وحارس عند المصعد"، وألا يتوقع من اللاعب أن يقوم "بأي ظهور في لقاءات أو اجتماعات أو أي أحداث رعاة أو زيارات رسمية (...) إلا بعد مناقشة ذلك مع المحامي".
كما تضمنت أنه "عندما يسافر اللاعب لأداء الواجب الدولي يجب على الاتحاد استقباله عند الطائرة واصطحابه مباشرة الى غرفته (دون تعرضه لطلبات تصوير)"، والتعهد بأن صورته "لن تستخدم بمعرفة الاتحاد دون موافقة كتابية من المحامي سواء بمفرده أو مع اللاعبين".
وسبق شريط صلاح رد من وكيله رامي عباس عيسى عبر تويتر، اعتبر فيه أن "أسهل طريقة للتضليل هي تشوية مطالبنا. لم نطلب أبدا أن يتم ترتيب انتقالات لمحمد في المعسكرات منفردا بعيدا عن زملائه".
وأوضح أن تواجد الأمن "هي الطريقة الوحيدة لضمان عدم طرق باب غرفة محمد في الثانية فجرا والرابعة فجرا للتصوير وتوقيع أوتوغرافات".
وانتقد الاتحاد في بيانه الأسلوب المعتمد في مراسلات صلاح ومحاميه ، قائلا في بيان أن الكتاب الموجه الى رئيسه هاني أبو ريدة "لا يلقى أدنى القواعد المطلوبة في الحديث بين لاعب أو وكيله المعتمد مع رأس منظومة كرة القدم المصرية".
وبحسب تقارير صحافية، لوح المحامي في إحدى المراسلات "بالدعوة الى استقالة الرئيس ومجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم بمفعول فوري. قيامنا بذلك من عدمه يرتبط بردكم" على المطالب.
ودافع صلاح عن محاميه الإثنين، قائلا في شريطه "لا أعتقد ان محامي هو سبب المشكلة"، داعيا مسؤولي الاتحاد المصري الى التركيز على "حل المشكلة" بدلا من انتقاد "أسلوب رامي عباس عيسى".
وسبق لأزمة حول حقوق الصورة أن اندلعت بين صلاح والاتحاد في نيسان/أبريل الماضي، وتمحورت على وجه الخصوص حول استخدام صورة اللاعب على الطائرة الخاصة بالمنتخب وملصقات إعلانية، الى جانب شعارات رعاة المنتخب. وشملت لائحة الرعاة إحدى شركات الاتصالات النقالة، في حين أن صلاح مرتبط بعقد مع شركة منافسة لها.
وأعلن الاتحاد يومها حل الموضوع، لاسيما بعد تدخل السلطة السياسية.