حث التقرير الذي طال انتظاره حول اعادة توطين اللاجئين في أستراليا الحكومة الفيدرالية على إجراء إصلاحات لتقدم دعم أفضل للمهاجرين واللاجئين.
التقرير أشرف عليه بيتر شيرغولد، ولم تعلن حكومة موريسون عن محتواه منذ فبراير الماضي على الرغم من المطالبات بالإفصاح عن مضمونه.
المراجعة الجديدة التي تم الاعلان عن نتائجها اليوم تشمل دعوات لدعم اللاجئين واندماجهم في المجتمع والاقتصاد بشكل أكثر ايجابية.
ويحث التقرير الحكومة الفيدرالية على الاعتراف بأهمية "الصحة الجيدة" للاجئين وامكانية وصولهم إلى الخدمات التي تعتبر أمور أساسية لإعادة استقرارهم وتوطينهم في استراليا.
وقال وزير الهجرة ديفيد كولمان إن الإصلاحات ستضمن أفضل الفرص للاجئين لبناء حياة أفضل في أستراليا.
وأضاف "إن عملية اعادة توطين اللاجئين الناجحة ليست في مصلحة اللاجئين فحسب، بل لمصلحة المجتمع الأسترالي الأوسع".
وقبلت الحكومة الفيدرالية جميع التوصيات السبع التي تم تقديمها في المراجعة اما بشكل كامل أو جزئي، والتي تم تقديمها في أواخر العام الماضي.
وهي تتعلق بتهيئة تفاعل أفضل بين الخدمات ليضمن دعم اللاجئين الذين يواجهون العديد من التحديات في بداية وخلال استقرارهم في أستراليا.

Professor Peter Shergold - now Chancellor of Western Sydney University - is a former secretary of the the Department of Prime Minister and Cabinet. Source: AAP
اعادة التوطين في المجتمع
كان قد تعهد رئيس الوزراء سكوت موريسون بوضع حد لعدد اللاجئين البالغ 18.750 شخصًا كل عام خلال حملته الانتخابية الأخيرة.
ويعتمد معظم اللاجئين الذين يأتون إلى أستراليا على نوع من أنواع المساعدات التي تقدمها الحكومة ليستطيعوا بناء حياتهم في استراليا، ولهذا تعد مراجعة شيرغولد مهمة للغاية.
وتتباين هذه المساعدات بين العثور على وظيفة و مسكن و الحصول على الرعاية الطبية و تعلم اللغة الإنجليزية و الحصول على مدفوعات الرعاية الاجتماعية الحكومية.
وقال كولمان إنه يعتقد أن "الاستقلال المالي ومهارات اللغة الإنجليزية والعلاقات الشخصية تسمح للاجئين والمهاجرين بالاندماج بسهولة أكبر في المجتمع"
توحيد الخدمات المقدمة للاجئين في برنامج واحد
وفقًا لمراجعة شيرغولد هناك حاجة إلى وجود ترابط أفضل بين الدوائر التي تقدم خدمات للاجئين لتقدم رؤية واضحة عن نتائج هذا الدعم.
وتشمل هذه الدعوة التعاون بين خدمات تعليم اللغة الإنجليزية للمهاجرين البالغين وخدمات التوظيف للاجئين إلى جانب خدمات اعادة توطين اللاجئين ووضعها في برنامج واحد يقدم هذه الخدمات الاجتماعية ضمن برنامج واحد.
كما يحث التقرير الحكومة الفيدرالية على الاعتراف "بالصحة الجيدة" كأمر أساسي لضمان مساهمة اللاجئين الاقتصادية في البلاد وضمان حصولهم على الرعاية الصحية الممولة تمويلاً صحيحاً وكذلك توفير خدمات الصحة النفسية لأولئك الذين تعرضوا للتعذيب والصدمات النفسية.
ووافقت الحكومة الأسترالية على التوصيات "بشكل جزئي"، وأكدت على نيتها بتقديم مبادرات أخرى صادرة عنها.
لكنها لم تعلق على التعهد بتوفير نموذج البرنامج الواحد الذي يشمل جميع الخدمات الاجتماعية الموص به.

Minister for Immigration David Coleman. Source: AAP
تأشيرات جديدة
تحث مراجعته السيد شيرغولد الذي كان يعمل سكرتير لمكتب رئيس الوزراء في العقد الأول من القرن العشرين وهو الآن رئيسا لجامعة ويسترن سيدني، على إضافة ثلاثة "مسارات تأشيرات" للاجئين على أساس نموذج "التكلفة المشتركة".
ويشمل هذا النموذج الدفع باتجاه الحصول على تأشيرة برعاية مجتمعية تعتمد على المكان، النموذج الذي يشابه النظام الناجح والشهير في كندا.
أما التأشيرات الأخرى فهي تشمل التأشيرة التي يرعاها صاحب العمل، والتي تمنح فرص عمل فورية للاجئين المهرة.
وتوفر التأشيرة الثالثة رعاية مقدمة من قبل جامعة بإتاحة أماكن لاستكمال الدراسات العليا للاجئين المؤهلين أكاديميا.
وستدعم الحكومة الأسترالية هذه التوصيات أيضا "بشكل جزئي".
واستشهدت الحكومة بمسار الرعاية الاجتماعية الموجود بالفعل والمسمى ببرنامج دعم المجتمع، وقالت بأنها ستلتزم بمراجعته العام المقبل.
كما تعهدت "بمواصلة دراسة" طرق إشراك المجتمعات والشركات في اجراءات اعادة توطين اللاجئين.
وذلك من خلا اختبار "تجربة صغيرة" تقوم على استقبال اللاجئين المهرة ضمن إطار تأشيرة العمال المهرة الحالية.
توحيد المجتمع
وبحسب المراجعة، يجب تعزيز "النوايا الحسنة" للأستراليين المستعدين لدعم اللاجئين. وذلك من خلال تخصيص تمويل لدعم جهود المجتمع المحلي في تقديم المساعد للاجئين المحتاجين للدعم وتطوير، وبناء "منصات رقمية" تربطهم مع أستراليين آخرين على استعداد لتقديم الدعم لهم.
والحكومة الفيدرالية تدعم هذا الإجراء، "وتدرك الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه المجتمعات،" في تقديم يد العون للاجئين.

Source: Flickr
إعادة توطين اللاجئين في الأرياف
تدفع التوصيات أيضًا إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لمساعدة المجتمعات الريفية في تطوير مناهج محلية لاستقطاب اللاجئين والإبقاء عليهم فيها.
وتقول الحكومة الفيدرالية إنه من المتوقع أن تتجاوز نسبة المهاجرين القادمين عن طريق التأشيرات الانسانية في المناطق الريفية الى 40 بالمئة في 2019-2020.
وهذا يهدف إلى زيادة عدد المقيمين خارج سيدني وملبورن وبريسبان إلى 50 بالمئة بحلول عام 2022.
منصب جديد لإدارة شؤون خدمات اللاجئين
توصي المراجعة أيضا بتعيين منسق كومنولث عام لخدمات المهاجرين كمنصب يقود هذه الإصلاحات داخل وزارة الداخلية.
وقد بينت النتائج التي توصلت إليها المراجعة أن هذا المنصب يجب أن ينقل "رؤية قوية " عن حال اللاجئين وتحسين عملية اعادة توطينهم الاجتماعية والاقتصادية.
ويجب أن يكون هذا المنصب أيضا "مرجعا قويا" لشؤون اللاجئين يهدف إلى تحسين الطريقة التي تعمل بها جميع دوائر الحكومة والمجتمعات معا.
وستقوم الحكومة الفيدرالية بالتعيين لهذا المنصب في الأول من ديسمبر.
وقال كولمان: "نريد أن نضمن لجميع اللاجئين والمهاجريين الوافدين عن طريق التأشيرات الانسانية أفضل فرصة ممكنة للاستقرار في حياتهم الأسترالية، والحصول على عمل والمساهمة في مجتمعاتهم الجديدة".
وتدعو المراجعة أيضًا إلى وضع "نظام قائم عل مراجعة نتائج الأداء" لهذه الإصلاحات لقياس مدى نجاحها وضمان وجود المساءلة في الحالات التي تطلب ذلك.