ماذا زُعم
لا يوجد دليل على أن ثاني أوكسيد الكربون يتسبّب مباشرة بأي تغيير في المناخ.
حكم AAP FactCheck
خطأ. وجد العديد من الهيئات والدراسات العلمية أن الزيادة في ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي قد غيّر المناخ.
__________________________________________________________________________________________________________
يدّعي السناتور Malcolm Roberts من One Nation أنه "لا يوجد دليل تجريبي على أن لثاني أوكسيد الكربون علاقة مباشرة بكونه سبباً مباشراً لأي تغيّير قي المناخ".
ذكرت صفحة على الموقع الإلكتروني للسناتور بعنوان، احتيال مناخي، أنه لا "يوجد مبرّر علمي" لسياسة الحكومة التي تُخفّض ناتج ثاني أوكسيد الكربون. ويدّعي قائلاً "أنا أعلم أنه لا توجد بيانات علمية صحيحة تُثبت السبب والنتيجة من ثاني أوكسيد الكربون البشري وارتفاع درجة الحرارة".
إن تأكيد سناتور كوينزلاند خاطئ ويتجاهل عقوداً من البحوث المناخية بما في ذلك الرصد التجريبي لدرجات حرارة الأرض والمحيط. إنه يُنكر أن النشاط البشري يؤثر على المناخ لكنّه رفض تقديم أدلة تدعم ادّعاءه.
يُقدّر الفريق الحكومي الدولي المعني بتغيير المناخ (IPCC)، وهو هيئة تابعة للأمم المتحدة، أن النشاطات البشرية تسبّبت بزيادة حوالي1° مئوية من الاحتباس الحراري العالمي الذي يفوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، ومن المرجّح أن يكون بين 0.8° مئوية و°1.3مئوية.
ويخلص تقرير IPCC الأخير إلى "أن النمو المستمر لتركيزات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي خلال الحقبة الصناعية يعود بشكل قاطع إلى انبعاثات من الأنشطة البشرية".
يقول إن التأثير البشري قد أدّى إلى تسخين الجو والمحيط والأرض، التي استحوذت معاً على "نسبة ثابتة تقريباً من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من النشاطات البشرية على مدى ستة عقود".
ويلحظ التقرير أن تركيزات ثاني أوكسيد الكربون استمرّت في الزيادة في الغلاف الجوي منذ عام 2011، حيث بلغت معدّلات سنوية بنسبة 410 أجزاء بالمليون لثاني أوكسيد الكربون.
جاء في مقال عام 2020 للموقع الإلكتروني للإدارة الأميركية الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن معدّلات ثاني أوكسيد الكربون قد زادت خلال السنوات 60 الماضية على نحو 100 مرّة أسرع من تلك التي شهدتها خلال الزيادات الطبيعية السابقة، وكان ذلك "مرجعه في الغالب إلى الوقود الأحفوري الذي يحرقه الناس للحصول على الطاقة".
وقد وجد مشروع الكربون العالمي، وهو شريك البرنامج العالمي لبحوث المناخ، الذي يوفّر بحوثاً لدعم اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيير المناخ، أن الانبعاثات العالمية لثاني أوكسيد الكربون ارتفعت حوالي 4.3 بالمئة في عام 2021 عن العام السابق.
أظهرت آخر الأرقام من ناسا أن معدّلات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي بلغت في شهر كانون الثاني/يناير هذا العام 418 جزءاً بالمليون (ppm)، وهو أعلى مستوى خلال 800,000 سنة على الأقل. وتذكر وكالة الفضاء الأميركية أن النشاطات البشرية أدّت إلى زيادة كبيرة في مستويات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض.
تجمع العشرات من المواقع حول العالم قياسات منتظمة ومباشرة من مستويات ثاني أوكسيد الكربون، بما في ذلك مرصد Mauna Loa في هاواي، الذي لديه أطول سجل للقياسات يعود إلى عام 1958. لقد تمّ تطوير السجلات السابقة لمستويات ثاني أوكسيد الكربون من عيّنات الجليد التي تحتوي على فقاعات هوائية محصورة بحيث توفّر سجلاً يرجع تاريخه إلى 800,000 سنة.
الوكالة الوطنية للعلوم في أستراليا CSIRO تقول إن ثاني أوكسيد الكربون هو "أهمّ الغازات الدفيئة على الإطلاق"التي تساهم في الانحباس الحراري العالمي الناتج عن أنشطة بشرية. يُفصّل تقرير 2020 عن حالة المناخ الصادر عن الوكالة كيف ستحدّد الانبعاثات التراكمية لثاني أوكسيد الكربون "سرعة وحجم الاحتباس الحراري العالمي لسطح الأرض خلال هذا القرن وما بعده" (صفحة 18).
تعزو الأكاديمية الأسترالية للعلوم التغيّرات المناخية إلى ستة أسباب. اثنان (تقلّبات شمسيّة وانفجارات بركانية) هما "ناجمان عن أسباب طبيعية بالكامل"، في حين أن الأربعة الآخرين ناجمة في الغالب عن التأثيرات البشرية (زيادات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي والغازات الدفيئة الأخرى المعمّرة؛ زيادات الغازات الدفيئة القصيرة الأجل؛ التغيرات الحاصلة في الغطاء الأرضي وزيادات في استعمال البخّاخات).
قال علماء المناخ ل AAP FactCheckإن ادّعاء السناتور Roberts لا يتمتّع بمصداقية نظراً للوزن الدامغ للأدلّة.
قال البروفسور Steve Sherwood من مركز أبحاث سيدني للتغير المناخي من جامعة UNSW في رسالة إلكترونية "هناك اختصاص بأكمله لعلم المناخ المعروف ’باكتشاف وتحديد‘ الذي يهدف تماماً إلى تحديد التغيرات الملحوظة في المناخ التي قد تكون غير عادية أو مستحيلة بسبب التقلبات الطبيعية وحدها، وتقييم مدى احتمال حدوثها نتيجة لتغيرات الغازات الدفيئة".
"لقد تمّ تحديد العديد، بدءاً من الاحتباس الحراري بنسبة 1.1 مئوية منذ أواسط القرن التاسع عشر، الذي يخرج عن نطاق التقلبات الطبيعية بمقياس ذلك الوقت لكنها تتوافق مع التوقّعات الناجمة عن الزيادات في الغازات الدفيئة."
وقالت Nerilie Abram، البروفسورة في علم المناخ في مدرسة أبحاث علوم الأرض في جامعةANU، قالت ل AAP FactCheckإن بيان السناتور "خاطئ بشكل واضح" وأن حرق الوقود الأحفوري قد أحدث زيادة كبيرة في كمية ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، بحيث يزيد التأثير الطبيعي للاحتباس الحراري للأرض".
وقالت في رسالة إلكترونية "تُسبب الكمية المتزايدة من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي بتقليل الطاقة التي تنبعث من الأرض إلى الفضاء، ممّا يجعل مناخ سطح الأرض دافئاً".
سألت AAP FactCheckمكتب السناتور Roberts عن مصدر ادّعائه وأجاب عبر رسالة إلكترونية مع رسالة من 84 صفحة أرسلها إلى رئيس الوزراء وقادة سياسيين آخرين في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2021. تتضمن انتقاداً لأبحاث CSIRO ومكتب الأرصاد الجوية وIPCC التي اعتُمد عليها، ولكن دون دليل يناقض مباشرة التوافق العلمي على دور الكربون في الاحتباس الحراري.
وكان السناتور Roberts قد طرح هذا الادّعاء سابقاً، بما في ذلك في خطابه الأول في مجلس الشيوخ في عام 2016 وأيضاً في مقابلة مع ABC في ذلك العام نفسه. في حلقة بودكاست له في كانون الثاني/ يناير 2022، يطعن في أن استخدام الوقود الأحفوري له أي أثر على مستويات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي ويدّعي أن الطبيعة وحدها تتحكّم بمستويات ثاني أوكسيد الكربون، الذي اتّضح أنه خاطئ من قبل AAP FactCheck.إن ادّعاء السناتور حول محطات توليد الطاقة من الفحم والميثان قد تمّ التحقّق منه أيضاً هنا وهنا.
الحكم
لقد وجدت دراسات ومؤسسات علمية متعدّدة ان الزيادة في ثاني أوكسيد الكربون التي يمكن قياسها وتكوينه قد غيّرا المناخ بتسخين الغلاف الجوي، والمحيط والأرض. قال علماء المناخ
ل AAP FactCheckإنّ الزيادة في الغازات الدفيئة، بما في ذلك ثاني أوكسيد الكربون، في الغلاف الجوي قد تسبّبت بالاحتباس الحراري.
خطأ – الادّعاء غير دقيق.
ملاحظة المحرّر: وسّعت AAP FactCheck نطاق قدرتها على التحقّق من القضايا البيئية بدعم من Australian Conservation Foundation. تحتفظ AAP FactCheck باستقلالية تحريرية كاملة في هذا المشروع وتواصل تطبيق المعايير الصارمة المطلوبة من الأعضاء المعتمدين في International Fact-Checking Network.