بين ضريبة الشركات وضريبة الأفراد ماذا يجب على الحكومة أن تخفّض؟

قضية حساسة أخرى تنفجر قبل نهاية السنة، وكأن العام 2017 يأبى الرحيل قبل أن يترك المزيد من بصماته التاريخية على المستقبل الأسترالي. فاليوم، وما أن تمكنت الإدارة الأميركية من تمرير اقتطاعاتها الضريبية الضخمة للشركات، مخفّضة إياها من 35% إلى 21%، حتى سارعت الحكومة الأسترالية إلى تأكيد صوابية سياسة مماثلة تأمل بتمريرها في البرلمان.

Australian money

Source: Getty

ضريبة الشركات في أستراليا هي حالياً 30%، والحكومة تريد خفضها إلى 25%، معتبرة أن من شأن ذلك أن يحفز الاقتصاد ويشجع المستثمرين، فيما ترى المعارضة العمالية في هذه السياسة مسايرةً للأغنياء على حساب الفقراء، وأن المستفيد منها شركات عملاقة فيما المواطن الأسترالي يرزح تحت فاتورة ضريبية مرتفعة على كل دولار يجنيه.

واليوم، سارع وزير الخزانة سكوت موريسن إلى دعوة المعارضة لتأييد مشروع قانون خفض ضريبة الشركات، في ضوء الخطوة الأميركية، محذراً من عدم تبني مثل هذه السياسة لأن ذلك  سيخيف، برأيه، المستثمرين ويجعلهم ينقلون رساميلهم إلى الخارج، ما يتسبب بركود الاقتصاد.

وتخوّف موريسن من بقاء أستراليا خارج المسار الضريبي العالمي المتبع حالياً والذي يقوم على خفض ضريبة الشركات في معظم الدول، من آسيا إلى أوروبا وصولاً إلى الولايات المتحدة. وأشار موريسن على سبيل المثال إلى أن فرنسا ستخفض ضريبة الشركات إلى 25%، وبريطانيا ستخفضها إلى 17%، وفي سنغفورا والدول الآسيوية المجاورة لها ضريبة الشركات أقل من 20%.

وسيؤدي قرار الإدارة الأميركية بخفض ضريبة الشركات في الولايات المتحدة من 35% إلى 21% إلى خسارة الخزينة الأميركية ما تناهز قيمته 2 تريليار دولار أسترالي في السنة، لكنها تأمل في تعويض هذه الخسائر من خلال نمو الاقتصاد وتكاثر الاستثمارات وارتفاع عدد الوظائف.

وهذه هي المعادلة نفسها التي تعوّل عليها الحكومة الأسترالية وتسعى إلى تحقيقها. أي أن الحكومة ترى أن خفض ضريبة الشركات في أستراليا سيقلص من مداخيل الخزينة على المدى القصير، لكنْ من شأنه أن يزيد منها على المدى الطويل، وذلك من خلال نمو الاقتصاد وازدياد الوظائف.

أما المعارضة العمالية فترى أن كل هم الحكومة هو تقليد الولايات المتحدة ليس إلاّ.

في هذه الأثناء، تُسّجَّل تغريدات كثيرة لمواطنين أستراليين للتعبير عن استيائهم من الغلاء المستفحل خلال فترة الأعياد، فيما فواتيرهم تزداد ارتفاعاً والسياسة المتبعة لضريبة الدخل لا ترحمهم.


شارك

نشر في:

By Ghassan Nakhoul
تقديم: Australia Alyaom, Ghassan Nakhoul, Sanae Ouahib

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand