أما بعد، فأنتم سلعة للبيع! هذا في أحسن الأحوال!
عاداتكم، أكلكم وشربكم، ماذا تحبون وماذا تكرهون، أين تذهبون وفي أي وقت تنامون! كله للبيع لشركات التسويق لكي تغرقكم بإغراءاتها!
أما في أسوأ الأحول، فأنتم فريسة للقراصنة! يأخذون كل هذه المعلومات عنكم لسرقة هويتكم وحساباتكم!
والأسوأ من كل ذلك، أنْ لا خلاص لكم من هذا الوضع إلا إذا كنتم تستطيعون العيش بلا هاتفكم والكمبيوتر الخاص بكم. بكلام آخر، لا سبيل للخلاص!
أهلاً بكم إلى عالمكم الذي قد تعرفونه أو لا تعرفونه، نعم، هذا هو العالم الإلكتروني والرقمي الذي نعيش فيه اليوم.
هناك أكثر من مقالة جديدة في صحف اليوم حول هذا الموضوع. صحيفة سدني مورننغ هيرالد كشفت أن المواقع الإلكترونية (websites) تراقب كل تحرك تقومون به، من دون إذن منكم، وذلك عن طريق اختراقها نظام الخصوصية الذي تضعونه والمعروف بالـ settings. بإمكان هذه المواقع أن تسجل كل حرف تطبعونه، وكلَّ نقرة على رابط، كل حركة للـ mouse، وكل شيء تكتبونه في استمارة إلكترونية، حتى ولو لم تنتهوا منها أو لم ترسلوها!
من تداعيات هذا الأمر، انكشاف تام لكل خصوصياتكم بما فيها البيانات الشخصية التي تحتوي معلومات طبية وحساباتكم المصرفية وتفاصيل بطاقات الائتمان التي بحوزتكم وحتى كلمة السر التي تكتبونها. كل هذه الخصوصيات تصبح لاحقاً برسم البيع إما من شركات التسويق أو قراصنة المعلومات.
كل ذلك يتم عبر الكمبيوتر أو الـ laptop أو لوحة الـ ipad. لكن ماذا عن الهاتف المحمول، الموبايل وخصوصاً ما يُعرف بالهاتف الذكي أو الـ smart phone؟