شهدت مدينة سيدني حدثًا تاريخيًا مؤثرًا هذا العام بعودة رماح غويغال الأربعة إلى مجتمع لا بيروز من السكان الأصليين، بعد أن كانت محفوظة لعقود طويلة في متحف جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة.
الرماح صُنعت من قِبل شعب داراوول، وأُخذ نحو أربعين منها عام 1770 عند وصول البريطانيين إلى خليج بوتاني. لم ينجُ منها سوى أربعة، عادت اليوم إلى أيدي المجتمع الذي صنعها وحافظ على صلته بها جيلاً بعد جيل.
قالت نولين تيمبري، رئيسة مجلس أراضي لا بيروز من السكان الأصليين: "هذه الرماح تربطنا بأسلافنا وتُعيد لنا جزءًا أساسيًا من هويتنا الثقافية. وجودها بين أيدينا مرة أخرى يمنحنا فرصة لنقل قصتنا للأجيال القادمة."
عملية الاسترداد استغرقت عقودًا من الحوار والمفاوضات مع مؤسسات بريطانية، اعتبرت الرماح جزءًا من "رواية عالمية". غير أن إصرار شعب داراوول وأعضاء المجتمع المحلي، بدعم من المتاحف الأسترالية، أثبت أن مكان هذه القطع هو على أرضها الأصلية.
وعُرض فيلم وثائقي في سيدني يوثق رحلة الرماح الطويلة، باعتبارها رمزًا للارتباط غير المنقطع بالأرض، وللصمود الثقافي لشعب داراوول.
ديفيد جونسون من مؤسسة "غوجاغا" المحلية، الذي كان ضمن الوفد الذي تسلّم الرماح، قال: "عرض هذه الرماح على أرضها الأصلية، بجوار المكان الذي صُنعت فيه وأُخذت منه، يمنحنا قوة كبيرة للتعبير عن هويتنا ورواية قصتنا بصوتنا."
وإلى حين تجهيز موقع دائم لحفظها في كورنل بخليج بوتاني، يحتفظ بها مجتمع لا بيروز من السكان الأصليين، في انتظار احتفال رسمي يعكس استمرارية الثقافة وارتباطها العميق بالأرض والأسلاف.