القتيل هو نيكولاي غلاشكوف، 68 عاماً، من كبار المنشقين الروس الذين سُجنوا في بلدهم قبل أن يتمكنوا من الفرار إلى الغرب. وعثرت عليه ابنته نتالي ميتاً الليلة الماضية في منزله الكائن في ضاحية نيو مالدن، جنوب غرب لندن، وآثار القتل خنقاً بادية على عنقه.
يأتي هذا الحادث ليزيد من حدة التوتر بين موسكو ولندن إثر محاولة الاغتيال التي تعرّض لها العميل الروسي المزدوج سرغي سكريبال، 66 عاماً، وابنته يوليا، 33 عاماً، في ضاحية ساليسبري قبل 9 أيام، بتسميمهما بغاز الأعصاب الفتاك.
وفيما لا يزال سكريبال وابنته يصارعان الموت، رفضت روسيا التعاون مع بريطانيا في هذه القضية، مطالبة بالاطلاع على نتائج الفحوصات الطبية التي أجريت لسكريبال وابنته.
أما لندن فيبدو أنها تشك بقوة بضلوع موسكو، وعلى أعلى المستويات، بمحاولة الاغتيال وبتصفية منشقين آخرين. وقد أمرت الحكومة البريطانية قبل ساعات دوائر الشرطة والاستخبارات بإعادة فتح ملفات 14 عميلاً روسياً منشقاً تعرضوا للاغتيال في ملاذهم البريطاني. بين هؤلاء ألكسندر ليتيفينكو الذي قضى في العام 2006 بتسميمه بمادة البولونيوم 210 المشعة، وسط توجيه أصابع الاتهام إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقوفه شخصياً وراء العملية.
وبين الذين سيعاد فتح ملفات قتلهم أيضاً، غريم بوتين الأكبر بوريس بيريزوفسكي وشريكه سكوت يانغ ويوري غولوبيف وسواهم.
وسط هذه الأجواء، يُتوقع أن تعلن دول عدة تضامنها مع بريطانيا إذا ما قاطعت مباريات كأس العالم لكرة القدم والتي تستضيفها روسيا من منتصف حزيران/يونيو حتى منتصف تموز/يوليو المقبلين. إذا صح هذا التوقع، فإن أكثر من 10 دول قد تقاطع المباريات، ما يهدد بإجرائها. بين هذه الدول أستراليا التي صدرت عنها إشارات إلى احتمال المقاطعة إذا ما ثبت ضلوع روسيا في تصفية عملائها المنشقين.
كذلك صدرت إشارات باحتمال مقاطعة مباريات كأس العالم لكرة القدم عن كل من بولندا واليابان، بالإضافة إلى تكهنات لا تستبعد مقاطعة مجموعة أخرى من الدول، وكلها أوروبية، وهي بلجيكا، ألمانيا، سويسرا، البرتغال، أسبانيا، فرنسا، دانمارك، إيسلاندا والسويد. لكنَّ مقاطعة فرق هذه الدول لمونديال روسيا لا يزال في إطار التكهنات.