Feature

ًًً"أُغلق الباب في وجوهنا": أستراليون يفقدون طموحاتهم بسبب سياسات "أميركا أولاً"

قرارات الهجرة الجديدة في عهد ترامب تعصف بطموحات الشباب وتثير مخاوف من انغلاق المجتمع الأميركي أمام العالم

A composite image of a man standing in front of a map of America with an Australian passport and an American flag

The Trump administration has had student visas in its crosshairs this year, with some students visas revoked, while others say they are facing extensive processing delays. Source: SBS

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

"كان حلمي أن أكون متخصصة في تعقب الأوبئة"

لطالما حلمت الباحثة الأسترالية إيزابيل (اسم مستعار) بأن تصبح "محققة في الأوبئة"، تعمل ضمن برنامج النخبة التابع لـ مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة، المعروف باسم Epidemic Intelligence Service.

منذ طفولتها كانت مختلفة، كما تقول ضاحكة: "كنت الطفلة الغريبة التي تقدم مشاريع مدرسية عن الجمرة الخبيثة وإيبولا".وبعد إنهائها شهادة الدكتوراه هذا العام، بدا أن الوقت حان لتحقيق حلمها.
Two figures in shadow walking through an archway
While at Princeton University last year, Isabelle says she saw the panic as international students were instructed to return before Trump's inauguration. Source: Getty / Rick Friedman/Corbis
لكنّ إعلاناً مفاجئاً من الـCDC قلب كل شيء رأساً على عقب:الوكالة أعلنت أنها لن تقبل أي متقدّمين دوليين هذا العام، تماشياً مع أمر تنفيذي وقّعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حزيران/ يونيو، يقضي بتقييد دخول الأجانب "لحماية الأمن القومي والسلامة العامة للولايات المتحدة".
كنت أتفهم تماماً لو لم يتم اختياري بسبب التنافس الشديد، لكن أن يُستبعد المتقدمون الأجانب من الأساس؟ هذا محبط حقاً… وحزين

من حلم الدراسة إلى واقع الإقصاء

إيزابيل ليست الوحيدة. فالكثير من الأستراليين الذين خططوا للدراسة أو العمل في الولايات المتحدة وجدوا أحلامهم تتبدد بفعل التحولات السياسية المتسارعة في واشنطن.

منذ تولي ترامب ولايته الثانية مطلع هذا العام، بدأت إدارته حملة مشددة لتطبيق سياسة "أمريكا أولاً"، شملت قيوداً على العمالة الأجنبية، وتشديد إجراءات منح التأشيرات، وإلغاء أو تأخير مقابلات الطلبة الدوليين.

وفي أيار/ مايو، علّقت وزارة الخارجية الأمريكية مقابلات التأشيرات الدراسية، مما أدى إلى تراكم آلاف الطلبات وتأجيل خطط الكثيرين.

جيمّا… فرصة ضائعة في نيويورك

الطالبة الأسترالية جيمّا (اسم مستعار) كانت على وشك بدء دراستها في جامعة نيويورك (NYU)، ضمن برنامج مزدوج يشمل تخصصاً في الفنون المسرحية في مدرسة تيش المرموقة.

تقول: "كانت الجامعة حلمي منذ الصف الثامن، لأنها الوحيدة التي تسمح بدراسة الفنون إلى جانب تخصص أكاديمي آخر".

لكن مع تصاعد الأخبار حول رفض تسجيل طلاب دوليين في جامعات أمريكية كبرى، بدأت مخاوفها تكبر. وحين أعلنت الحكومة الأمريكية تعليق مقابلات التأشيرات، جاءها عرض بديل من جامعة في لندن وعليها أن تحسم القرار خلال أيام قليلة.
كنت حزينة جداً… تخيّل أن تُقبَل في جامعتك الحلم ثم تُحرم من الذهاب فقط لأن السياسة تغيّرت. حتى وأنا سعيدة في بريطانيا الآن، ما زلت أتساءل: ماذا لو؟

هجرة العقول… وانكماش الحلم الأميركي

تشير بيانات مكتب السفر والسياحة الوطني الأمريكي إلى انخفاض عدد الطلاب الأجانب الداخلين إلى الولايات المتحدة بنسبة 19% في آب/ أغسطس الماضي مقارنة بالعام السابق.

وتقدّر منظمة NAFSA أن هذا التراجع قد يكلف الاقتصاد الأمريكي نحو 10.6 مليارات دولار سنوياً من الإنفاق والتعليم والبحث.

أما الخبير السياسي جون هارت، من الجامعة الوطنية الأسترالية، فيحذر من أن سياسات الإدارة الأمريكية الراهنة تُضعف صورة الولايات المتحدة كبلدٍ منفتح يثمّن تبادل المعرفة.

يقول: "ضباط الهجرة في الولايات المتحدة يقومون الآن بأشياء لم تكن تُفعل من قبل — مثل تفتيش هواتف الطلبة بحثاً عن آراء سياسية. أي طالب يُظهر تعاطفاً مع مواقف معارضة قد يُمنع من الدخول".
النتيجة ستكون عزوف الكفاءات عن التوجه إلى أمريكا، وهذا سيترك أثراً طويل الأمد على سمعتها العلمية والأكاديمية
الخبير السياسي جون هارت

كل شيء أصبح هشاً

في مدينة بيرث، تجلس إيزابيل اليوم بين أوراقها وأبحاثها، عاجزة عن تخطيط مستقبلها الأكاديمي.

قدّمت طلباً لمنحة بحثية في الولايات المتحدة، لكن موضوعها عن "العدالة الصحية"، وهو ما تخشى أن يُرفض في ظل المناخ السياسي الحالي.

تقول بأسى: "كل شيء يبدو هشاً ومتغيراً بسرعة. من الصعب الآن أن تخطط لمستقبلك، أو حتى تبني حلماً طويل الأمد. لم تعد أمريكا كما كانت بالنسبة لنا".
قيود الهجرة الجديدة في عهد ترامب تُبدّد أحلام أستراليين في العمل والدراسة بالولايات المتحدة.

باحثون وطلاب فقدوا فرصهم بسبب سياسات "أمريكا أولاً"، وسط تحذيرات من انغلاق المجتمع الأمريكي أمام الكفاءات الدولية وتراجع جاذبيته التعليمية.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك و انستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

نشر في:

By Elfy Scott
تقديم: George Gharam
المصدر: SBS

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand
ًًً"أُغلق الباب في وجوهنا": أستراليون يفقدون طموحاتهم بسبب سياسات "أميركا أولاً" | SBS Arabic