أعلنت وزارة الداخلية السودانية، ارتفاع عدد ضحايا السيول والفيضانات في مختلف الولايات، منذ بداية فصل الخريف لعام 2020، إلى 102 وفاة، و46 مصابًا.
وذكرت وزارة الداخلية السودانية، حسب تقرير المجلس القومي للدفاع المدني أمس، أن 26 ألفًا و386 منزلًا انهار بشكل كلي، فيما أنهار بشكل جزئي 40 ألفًا و617 منزلًا، مشيرًا إلى تضرر 179 مرفقًا، و359 متجرًا ومخزنًا، ونفوق 5482 رأس ماشية.
وأكد المتحدث باسم المجلس القومي للدفاع المدني بالسودان، العقيد عبد الجليل عبد الرحيم تسجيل 102 متوفيين و46 مصابا، فضلا عن غرق قرية التمانيات شمال العاصمة الخرطوم بالكامل.
وأضاف عبد الرحيم أن الفيضانات أسفرت أيضا عن دمار كامل أو جزئي لحوالي 70 ألف منزل ونفوق حوالي 600 من المواشي.
وأوضح أن "عدد المنازل المتضررة من الفيضانات في زيادة مستمرة وبعضها انهار بالكامل، كما تعرضت مناطق جديدة بالخرطوم لأضرار فيضان النيل خلال يومي الأحد والاثنين، بينها منطقتا اللاماب وأم دوم".
وأوضح التقرير أن الخسائر بمختلف الولايات، وأبرزها ولايات الخرطوم، التي يجري إجلاء مواطني عدة مناطق فيها، وسنار، والبحر الأحمر في شرق السودان.

صورة من الأقمار الصناعية تُظهر جزيرة توتي (اليمين) وجسر النيل الأبيض بالقرب من الخرطوم. Source: Satellite image 2020 Maxar Technologies
المملكة المروية
من جهته، أعلن مدير الوحدة الأثرية الفرنسية في السودان مارك مايو أكس أنّ منطقة "البجراوية" الأثرية التي كانت في ما مضى عاصمة للمملكة المروية، مهدّدة بالفيضان بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر النيل إلى مستوى قياسي.
وقال عالم الآثار الفرنسي إنّ مفتّشي الآثار السودانية بنوا سدوداً في المكان بواسطة أكياس معبّأة بالرمال واستخدموا المضخّات لسحب المياه ومنعها من إتلاف هذه التحفة الأثرية.
وكانت السلطات السودانية أعلنت السبت حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر ، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية السودانية "سونا".
وبحسب خبير الآثار الفرنسي فإنّه "لم يسبق أبداً للفيضانات أن بلغت مدينة البجراوية الملكية التي تبعد 500 متر عن مجرى نهر النيل"، وتقع على بعد 200 كيلومتر إلى الشمال من الخرطوم.

Herdsmen rear their cows through a flooded steet as rains destroyed 5,000 local homes near the Nile River, east of the capital Khartoum, Source: EPA
وإذ أكّد مايو أنّ "الوضع حالياً تحت السيطرة" حذّر من أنّه "إذا استمرّ ارتفاع منسوب النيل، فقد لا تعود الإجراءات المتّخذة كافية". وأضاف أنّ مواقع أثرية أخرى مهدّدة بالفيضان على طول مجرى النيل.
ومنطقة البحراوية الأثرية تضمّ المقبرة حيث أهرامات مروى الشهيرة والمدينة الملكية لهذه الإمبراطورية المركزية التي حكمت من سنة 350 قبل الميلاد إلى سنة 350 ميلادية وكانت أراضيها تمتدّ في وادي النيل لمسافة 1500 كيلومتر، من جنوب الخرطوم وصولاً إلى الحدود المصرية.
وزار وزير الثقافة والاعلام فيصل صالح المدينة الملكية في البجراوية لبحث سبل حماية هذا الموقع المدرج منذ 2003 على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
ووفقاً لآخر بيان لوزارة المياه والريّ فقد بلغ منسوب النيل 17.62 متراً، وهو مستوى لم يسجّل منذ بدأت عمليات تسجيل منسوب النهر قبل أكثر من مئة عام.
اتفاق سلام
سياسيا، أعلن مسؤول سوداني أمس الأول أنه سيتم توقيع اتفاق سلام نهائي بين الخرطوم وعدة حركات متمردة في الثاني من تشرين الأول/اكتوبر المقبل في جوبا.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية (سونا) عن رئيس فريق الوساطة لمفاوضات سلام السودان مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان للشؤون الأمنية توت قلواك أن "التوقيع النهائي لاتفاق السلام بين الأطراف السودانية سيكون في الثاني من (تشرين الأول) اكتوبر في العاصمة جوبا".

peacekeepers from the United Nations Mission in South Sudan (UNMISS) provide security during a visit of UNCHR High Commissioner Filippo Grandi to the U.N. Source: AP
وفي 31 آب/أغسطس وقّع قادة حركات سودانية متمردة ومسؤولون في الحكومة السودانية رسميا بالأحرف الأولى اتفاق سلام تاريخيا ينهي نزاعات في مناطق عدة، لا سيما في إقليم دارفور حيث تسبب القتال منذ 17 عاما في سقوط مئات الآلاف من القتلى.
وتناولت التواقيع على التوالي النزاع في إقليم دارفور الذي اندلع في 2003 وتسبب في السنوات الأولى بمقتل 300 ألف شخص على الأقل و2,5 مليون نازح، ثم في جنوب كردفان والنيل الأزرق حيث تأثر بالنزاع أكثر من مليون شخص.
شارك
