سيدني على رأس قائمة أفضل المدن للعيش، ولكن مرتبتها تتراجع عند الحديث عن وسائل النقل العام فيها والمواصلات.
وجد تقرير جديد ان العاصمة سيدني هي المدينة المثالية أو الأفضل للعيش في أستراليا ، لكن، وسائل النقل العام لا تلبي الطلب ولا تفي بالغرض.
في سدني تجد أقصر المسافات بين المنازل ومنشآت النشاطات العامة activity centres ، وتجد الحدائق العامة والمتنزهات parks على مقربة من المنازل ، وتجد أيضا أكبر نسبة من الناس الذين يتنقلون عبر الوسائل التي تتطلب مجهودا جسديا مثل المشي أو ركوب الدراجات الهوائية للذهاب إلى العمل.
ولكن الجانب السلبي الرئيسي في سدني يكمن في خدمات وسائل النقل العام. فبالرغم من ان نظام النقل العام هو نظام جيد المشكلة تكمن في تطبيقه
ويشير تقرير حديث الى ان ما لا يزيد عن 2 بالمئة من ضواحي سيدني و 38 بالمئة من المنازل حصلوا على الأهداف المرجوة من وسائل النقل العام.
جميع المنازل السكنية في سدني موجودة في اطار 400 متر من محطة حافلة للنقل أو باص، تقدم الخدمات مرة على الأقل كل 30 دقيقة، أو ضمن 800 متر من محطة قطار تقدم خدمات النقل كل 15 دقيقة
وفي حين يبدو ان النظام جيد جدا الى ان الخدمات لا تقدم بشكل دقيق ولا يتم تطبيقها حسب المتوقع.
وتركز هذه الخدمات على المناطق المكتظة بالسكان، أي قلب المدينة، الأمر الذي يقلل من الخدمات المتوفرة في الضواحي والمناطق الأقل كثافة سكانية، فيضطر ساكنو الضواحي الر ربط الخدمات المختلفة بين وسائل النقل العامة للتمكن من الوصول الى المكان المقصود
وخلص التقرير الى ان تحسين قطاع النقل العام، والعمل على تطوير وانشاء المزيد من الأحياء والمناطق حيث يمكن الوصول الى المنشآت والمدارس والمراكز الطبية والمتاجر سيرا على الأقدام، من شأنه أن يعزز رغبة العيش في سدني بالإضافة الى أن هذا النهج يشجع السكان على الحركة البدنية والنشاط.
أما الأحياء السكنية التي تشجع على السير على الأقدام فمن الضروري ان تحتوي على ثلاثة عناصر رئيسية - كثافة سكانية عالية ، توفر المنشآت ووجهات التبضع والمدارس والرعاية الصحية ، وأن تكون الشوارع مصممة للمشي وعليها أرصفة، وهذا ما يصعب توفره في سدني اذ يبلغ عدد المنازل السكنية ثمانية عشر على كل هيكتار من الأرض في حين نحتاج إلى 25 مسكن لكل هكتار ليحصل الناس على خدمات النقل العام وليتمكنوا من السير الى الأماكن المقصودة
وهكذا يتغير المفهوم عن الكثافة السكانية، اذ تؤدي في حال تحسين البنية التحتية ، خاصة في الضواحي الوسطى والداخلية الى توفر خدمات النقل بشكل أفضل وتحسين الصحة العقلية والجسدية للسكان أيضا.