جاء في بيان للجيش اللبناني "تعرضت السفارة الأميركية في لبنان في منطقة عوكر إلى إطلاق نار من قبل شخص يحمل الجنسية السورية".
وأضاف "ردّ عناصر الجيش المنتشرون في المنطقة على مصادر النيران ما أسفر عن إصابة مطلق النار، وتم توقيفه ونقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة".
وأعلنت السفارة الأميركية من جهتها تسجيل إطلاق نار "بالقرب من مدخل" مجمّع السفارة المحصن. وأضافت في منشور على موقع "إكس" أنه "بفضل ردة الفعل السريعة" لقوات الأمن اللبنانية وفريق أمن السفارة، "فإن طاقمنا بأمان".
وأفاد مصدر قضائي وكالة فرانس برس بأن مطلق النار الذي أصيب بجروح خطيرة، قال إنه "نفذ العملية نصرة لغزة"، حيث تدور حرب منذ ثمانية أشهر بين اسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.
وأفاد مسؤول أمني فرانس برس بأن "موظفاً لبنانياً أصيب بعينه بنيران المهاجم".
وأضاف المسؤول أن المسلح وهو مقيم في مجدل عنجر في البقاع شرق لبنان، نفّذ العملية "بمفرده".
وفي بيان لاحق أعلن الجيش اللبناني توقيف خمسة مشتبه بهم بالواقعة في منطقة البقاع، بينهم ثلاثة من أقارب المشتبه به.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن الوزارة على علم بأن الشخص الموقوف كان يضع "شارة تنظيم الدولة الإسلامية".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة "تجري مع السلطات اللبنانية تحقيقا كاملا لكشف الدوافع الفعلية".
على شبكات التواصل الاجتماعي تم تداول لقطات قيل إنها للمهاجم يبدو فيها ملطخا بالدم ويرتدي سترة كتب عليها "الخلافة". وتعذّر على فرانس برس التحقق على الفور من صحة هذه اللقطات.
وانتشر الجيش اللبناني في محيط السفارة وقطع الطرق المؤدية إليها، وفق ما شاهد مصوّر من فرانس برس كان موجودا في المكان.
وأكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بدوره أنه تبلغ من مسؤولين أمنيين بأن "الوضع مستتب وأن التحقيقات الكثيفة بوشرت لجلاء ملابسات الحادث وتوقيف جميع المتورطين"، وفق ما أفاد بيان صادر عن مكتبه، موضحاً أنّ السفيرة ليزا جونسون خارج البلاد.
وأعلنت السفارة الأميركية أنها ستبقى مغلقة لما تبقى من النهار لكنّها تعتزم استئناف عملها المعتاد الخميس.
في أيلول/سبتمبر من العام الماضي فتح رجل النار على السفارة الأميركية لكن الهجوم حينها لم يسفر عن وقوع ضحايا. وأعلنت السلطات اللبنانية توقيفه وقالت إنه عامل توصيل أراد "الانتقام" لتعرضه للإهانة من قبل أحد عناصر الأمن.
وتزامن الحادث وقتها مع الذكرى التاسعة والثلاثين لتفجير بسيارة مفخخة استهدف مبنى تابعاً للسفارة في عوكر عام 1984، أدى الى مقتل 11 شخصاً وإصابة العشرات، وحمّلت واشنطن حزب الله اللبناني، المدعوم من إيران، مسؤوليته.
وانتقلت السفارة إلى هذه البلدة عام 1984 بعد تعرض مبناها السابق في منطقة عين المريسة في غرب بيروت لتفجير انتحاري ضخم بشاحنة مفخخة في 18 نيسان/أبريل 1983 أدى إلى مقتل 63 شخصاً.
وتبنّت الهجوم منظمة تطلق على نفسها اسم "الجهاد الإسلامي"، أكدت واشنطن أنها مرتبطة بحزب الله.