قال الرئيس السوري بشار الأسد الأحد أن العملية العسكرية في الغوطة الشرقية المحاصرة "يجب أن تستمر" بعد حملة جوية وبرية أتاحت للقوات الحكومية استعادة السيطرة على أكثر من 25 في المئة من آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق.
وبعد نداءات كثيرة خلال الفترة الماضية، أعلنت الأمم المتحدة الأحد نيتها إرسال مساعدات الاثنين إلى هذه المنطقة التي يعيش فيها 400 ألف شخص يعانون من أزمة إنسانية حادة.
ومنذ 18 شباط/فبراير الماضي، بدأت قوات النظام حملة قصف عنيف للغوطة الشرقية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 650 مدنياً وإصابة 3600 آخرين بجروح، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وإلى جانب الحملة الجوية، بدأ الجيش السوري الذي تلقى تعزيزات عسكرية هجوماً برياً ازدادت وتيرته تدريجاً، وتركز على الجبهة الشرقية. وجاء بعيد هدنة أعلنتها روسيا، تسري منذ الثلاثاء يومياً لخمس ساعات ويُفتح خلالها ممر عند معبر الوافدين، شمال شرق مدينة دوما لخروج المدنيين.
وقال الأسد في تصريحات لصحافيين نقلها التلفزيون الرسمي "يجب أن نستمر في العملية بالتوازي مع فتح المجال أمام المواطنين للخروج"، معتبراً أن "عملية الغوطة هي استمرار لمكافحة الارهاب".
وأعتبر الأسد أنه "لا يوجد اي تعارض بين الهدنة وبين الأعمال القتالية، فالتقدم الذي تم تحقيقه أمس وأول من أمس في الغوطة من قبل الجيش العربي السوري تم في ظل هذه الهدنة".
وتُعد الغوطة الشرقية إحدى بوابات دمشق. وطالما شكلت هدفاً للجيش السوري الذي يفرض عليها حصاراً منذ العام 2013.
وباتت قوات النظام الأحد، بحسب المرصد السوري، تسيطر "على أكثر من 25 في المئة" من الغوطة الشرقية المحاصرة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن "قوات النظام وصلت إلى وسط الغوطة، وهي تبعد حالياً حوالى ثلاثة كيلومترات عن دوما" ابرز مدن هذه المنطقة المحاصرة.
ويعود هذا التقدم، في رأيه، إلى "كون العمليات العسكرية تجري بشكل أساسي في مناطق زراعية، فضلاً عن التمهيد الجوي العنيف".
وفي أول تعليق رسمي، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أن "وحدات الجيش تقدمت على أكثر من اتجاه"، وسيطرت على بلدات وقرى عدة بينها أوتايا والنشابية وحزرما.
وتبلغ المساحة التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة في الغوطة حوالى مئة كيلومتر مربع وتشكل نحو ثلث المساحة الكلية للغوطة.
مساعدات قريباً
وتراجعت وتيرة القصف منذ بدء الهدنة الروسية، لكنه لم يتوقف وخصوصاً خارج أوقات سريانها. كما لم يُسجل خروج أي مدني عبر المعبر، بحسب المرصد.
وأوضح عبد الرحمن أن "القصف الجوي يتركز حالياً على مناطق تسعى قوات النظام للتقدم فيها مثل بلدتي بيت سوى ومسرابا".
ووثق المرصد الأحد مقتل ستة مدنيين جراء القصف على مناطق عدة بينها مسرابا وبيت سوى ودوما.
وتسبب حصار الغوطة الشرقية بنقص كبير في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية. وكان السكان يعتمدون على مساعدات دولية تصلهم بشكل متقطع وعلى زراعات محلية أو يأتون بالمواد الغذائية عبر التهريب. وزاد التصعيد الأخير من معاناتهم.
وأعلنت الأمم المتحدة الاحد أنها تنوي إرسال قافلة مساعدات الاثنين إلى الغوطة الشرقية مؤلفة من "46 شاحنة تقل مواد طبية وغذائية، فضلاً عن طعام لـ27500 شخص ممن هم بحاجة اليه".
وحصلت الأمم المتحدة، وفق ما جاء في بيان لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، على موافقة لإدخال مساعدات لـ70 ألف شخص، وتلقت ضمانات بإرسال قافلة أخرى الخميس.
حمّل تطبيق أس بي أس الجديد للإستماع لبرامجكم المفضلة باللغة العربية.