كانت الاحتجاجات مطلبية أولاً، ثم تحوّلت ثورةً على النظام، فحرباً أهلية، قبل أن يتورط لاعبون دوليون كثر في حمّام الدم، تحت مسمّيات وحجج مختلفة، منها القضاء على داعش أو دعم النظام أو دعم الأكراد أو دعم فصائل مختلفة من قوى المعارضة، لتصبح في النهاية حرباً ذات أطراف محلية وإقليمية ودولية متعددة، وصراعاً مفتوحاً على كل الاحتمالات.
ومع دخول الحرب السورية اليوم عامها الثامن، تكشف جردة حساب سريعة حجم المأساة:
- أكثر من 350 ألف شخص لقوا مصرعهم منذ بدء النزاع، بينهم أكثر من 100 ألف مدني ومن ضمنهم 20 ألف طفل على الأقل.
- أكثر من نصف السكان نزحوا عن منازلهم إما إلى أماكن أخرى داخل وطنهم أو إلى الخارج.
- يُقدر عدد اللاجئين السوريين الذين غادروا بلدهم بأكثر من 5.4 ملايين شخص.
- حوالى 3.3 ملايين طفل في سوريا معرضون يومياً لخطر المتفجرات، ليس من قذائف المعارك المستمرة، بل من ألغام أو ذخائر غير منفجرة، بحسب تقرير لليونسف.
على رغم كل هذه الخسائر، هناك انعدام للرؤية المستقبلية وسط غياب فرص الحل. وقد فشلت كل المؤتمرات الإقليمية والدولية في إيجاد قاسم مشترك بين أطراف النزاع لإطلاق عملية سلام حقيقية. ولعلّ أكثر النقاط التي تؤدي إلى إحباط جهود السلام، تمسك المعارضة برحيل الرئيس بشار الأسد، ورفض الحكومة البحث في هذه المسألة.
وهناك أيضاً علامات استفهام حول جدية عواصم القرار الدولية والإقليمية في وضع حد للحرب في سوريا وإحلال السلام فيها.