تواجه ولاية تسمانيا مرحلة من المشاورات والمفاوضات السياسية، بعدما أسفرت الانتخابات المبكرة عن برلمان معلق آخر، مع حصول حزب الأحرار على عدد مقاعد يفوق حزب العمال، دون أن يحقق أي منهما الأغلبية المطلوبة.
وأعلن رئيس حكومة الولاية المنتمي إلى حزب الأحرار، جيريمي روكليف، فوز حزبه ليلة السبت، بعد تأكد حصوله على 14 مقعداً، مقابل 9 فقط لحزب العمال، فيما تبقى الأغلبية البرلمانية بحاجة إلى 18 مقعداً.
وقال روكليف إنه سيطلب من الحاكم إعادة تكليف حكومته، مشيراً إلى تحقيق حزبه تقدماً بنسبة ثلاثة في المئة تقريباً في التصويت الأولي.
لكن زعيم حزب العمال، دين وينتر، الذي سجل حزبه أسوأ نتيجة له في تاريخ تسمانيا بحصوله على 26 في المئة فقط من الأصوات الأولية، لم يُقر بالهزيمة.
وترك وينتر الباب موارباً أمام إمكانية توليه الحكم، إذا عجز الأحرار عن تأمين الأغلبية المطلوبة.

Labor leader Dean Winter says he will not "be trading away any of Labor's policies or our values". Source: AAP / Chris Kidd
وأضاف: "إجراء انتخابات جديدة ليس خياراً مطروحاً، ما يعني أننا بحاجة لإيجاد حل".
في المقابل، احتفظ حزب الخضر بخمسة مقاعد على الأقل، بينما حصل ثلاثة مستقلين على مقاعدهم، مع احتمال استمرار عمليات الفرز لأسابيع لحسم مصير أربعة مقاعد أخرى لا تزال غير محسومة.
وسيكون روكليف بحاجة إلى العمل مع نواب مستقلين يميلون إلى اليسار إذا أراد تأمين أغلبية تمكنه من تشكيل الحكومة.
وقد أعيد انتخاب النائبة المستقلة كريستي جونستون والنائب المستقل كريغ غارلاند، وهما من صوّتا لصالح حجب الثقة عن حكومة روكليف في يونيو الماضي، ما أدى إلى الدعوة لهذه الانتخابات المبكرة.

Independent Kristie Johnston says she will not enter into a formal deal with the Liberals or Labor. Source: AAP / Chris Kidd
وقالت لوكالة الأنباء الأسترالية: "عليهم التفاوض واحترام آراء البرلمان".
كما فاز الناشط المناهض لصناعة السلمون، المستقل بيتر جورج، بمقعد نيابي بعد حملة قوية خاضها خلال الانتخابات الفيدرالية.
من جهتها، دعت زعيمة حزب الخضر، روزالي وودروف، زعيم العمال دين وينتر إلى «فتح حوار» بشأن تشكيل تحالف مع حزبها.
لكن وينتر جدّد رفضه القاطع لأي اتفاق مع حزب الخضر، وأكد ليلة السبت أنه «لن يساوم على سياسات حزب العمال أو قيمه».
هذا الوضع السياسي المعقد، الذي يأتي بعد 16 شهراً فقط من الانتخابات السابقة، سيؤدي إلى مزيد من التأخير في المصادقة البرلمانية على مشروع إنشاء ملعب جديد في هوبارت بقيمة 945 مليون دولار، وهو مشروع يعد شرطاً أساسياً للحصول على رخصة فريق تسمانيا للمشاركة في دوري كرة القدم الأسترالية (AFL).
ورغم أن المشروع يحظى بدعم حزبي الأحرار والعمال، إلا أن الخضر والمستقلين غارلاند وجونستون وجورج يعارضونه.
ويُتوقع أن يكون البرلمان الجديد مشابهاً للبرلمان السابق، الذي كان يضم 14 نائباً من الأحرار، و10 من العمال، و5 من الخضر، و5 مستقلين، ونائباً واحداً عن شبكة جاكي لامبي.