المثليّون العرب في أستراليا ينعون وفاة الناشطة المصرية سارة حجازي

أُلقي القبض على سارة حجازي لرفعها علم "الراينبو" في حفلة موسيقية في القاهرة، وعانت من اضطرابات نفسية بعد الإفراج عنها.

Sarah Hegazy raises the rainbow flag in concert in Cairo, Egypt in 2017.

Sarah Hegazi raised the rainbow flag during a concert in Cairo, Egypt, in 2017. Source: Facebook

أنهت الناشطة المصرية سارة حجازي حياتها في منتصف الشهر الحالي،  وتسببت وفاتها في حالة كبيرة من الجدل داخل مصر وخارجها.


النقاط الرئيسية

  • توفيت سارة حجازي بعد معاناة من الأمراض النفسية.
  • المثليون العرب في أستراليا ينعون حجازي ويعرضون المساعدة.
  • تتوفر المساعدة العاجلة لمن يمر بضائقة نفسية في أستراليا، برجاء التواصل مع المؤسسات المذكورة في نهاية الخبر.

كانت سارة حجازي ناشطة مصرية مثليّة تدافع عن حقوق المثليين، لكنها تعرضت للملاحقة القانونية من السلطات، انتهت بطلبها اللجوء ورحيلها لكندا وانتحارها هناك.

تركت سارة رسالة قصيرة تعبر عما جال بخاطرها في اللحظات الأخيرة من عمرها: "إلى أخوتي، حاولتُ النجاةَ وفشلتْ سامحوني، إلى أصدقائي، التجربةُ قاسيةٌ وأنا أضعفُ من أن أقاوِمَهَا، سامحوني، إلى العالم، كنتَ قاسياً إلى حدٍ عظيم ولكنّي أُسامح".
هذا وانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بوفاة سارة، كما يقول الصحفي مراسل SBSArabic 24  في القاهرة محمد الشاذلي، وانقسم المتابعون على مواقع التواصل الاجتماعي لفريقين، فريق يرفض الترحم عليها لمثليتها الجنسية وفريق يترحم عليها.

بدأت متاعب سارة حجازي في عام 2017 عندما أُلقي القبض عليها ضمن 75 شخصاً ألقي القبض عليهم في القاهرة، لرفعهم علم المثليين خلال حفلة موسيقية في القاهرة، وجهت نيابة أمن الدولة لسارة تهم "والتحريض على الفسق، والفجور فى مكان عام"، وظلت سارة في السجن لثلاثة أشهر قبل أن تفرج عنها المحكمة بكفالة، سافرت بعدها سارة إلى كندا عام 2018 بعد حصولها على حق اللجوء.
Fans of the Lebanese group Mashrou’ Leila waved rainbow flags at their concert in Cairo in 2017.
Fans of the Lebanese group Mashrou’ Leila waved rainbow flags at their concert in Cairo in 2017. This was followed by the arrest of 75 persons. Source: AAP
تجربة السجن أثرت في سارة التي كتبت تدوينة عن التجربة تقول فيها: "جرى تعذيبي بالكهرباء (..) لم يكتف النظام بتعذيبي، بل حرّض رجال قسم السيدة زينب نساء التخشيبة على التحرش الجنسي واللفظي بي. أصبحت أخاف الجميع، حتى بعد إخلاء سبيلي (..) أصبت باكتئاب حاد واضطراب ما بعد الكرب وتوتر وقلق ونوبات فزع."

هذا ولم يتسن لأس بي أس التأكد من مصدر مستقل من أن سارة حجازي تعرضت للتعذيب على يد الشرطة في مصر.

من نيوكاسل في أستراليا تابعت سمارة شحاتة وفاة سارة حجازي بفزع شديد، تقول:"غمرني شعور بالحزن، شعور برحيل شخص من بيننا، شعرت بالأسى لأنها عُذّبت."
Samara Shehata
Egyptian migrant to Australia Samir Shehata (L) carrying his grandson Cairo, the son of his daughter Samara Shehata (Middle) and her partner Rebecca Stegh. Source: Supplied
تعمل سمارة كمختصة في مؤسسة ACON المعنية بالقضاء على فيروس الإيدز والعناية بصحة أصحاب الهوية الجنسية المتعددة.

يجمع سمارة مع سارة الكثير على حد تعبيرها، فالأسترالية المثلية ابنة لمهاجر مصري وبالتالي تشترك مع سارة حجازي في أصولها المصرية التي تعتز سمارة بها، سمارة هي أم لطفل أنجبته من شريكة حياتها واسمته "كايرو" تيمناً باسم العاصمة المصرية، المكان الذي عاشت فيه حجازي معظم حياتها، تقول سمارة:
أفكر في أنني قد أكون في مكانها إذا لم تهاجر أسرتي، كان من الممكن أن أكون أنا سارة.
أما رامي غاطس، الأسترالي فلسطيني الأصل والمثليّ الذي يعيش في ملبورن، فقد اعترته مشاعر متداخلة عندما سمع بوفاة سارة: "مشاعري ملخبطة: شعور بالغضب، بالحزن، هذه حياة إنسانة كان عندها صحاب وأهل. كل هذا انسحب منها في لحظة واحدة، اللحظة التي عبرت فيها عن نفسها ورفعت علم."
Rami Ghattis moved to Australia from UAE so he can live his life as a gay man without fear.
Rami Ghattis moved to Australia from UAE so he can live his life as a gay man without fear. Source: Supplied
هاجر رامي إلى أستراليا منذ تسع سنوات ليتمكن من أن يعيش حياته دون خوف على حد وصفه، فقد نشأ في دولة الإمارات التي تجرم المثلية الجنسية، بعد أعوام من إخفاء هويته الجنسية ترك بصمات غائرة على نفسه: "يعيش المثليون في وضع محزن في الوطن العربي، يعيشون حياة مزدوجة طول الوقت، هناك خوف من أن يراهم أحد، من أن يسمعهم أحد، من أن يرى شخص ما صورهم. ويضيف رامي:
المثليون أو العابرون جنسياً في الوطن العربي يحاربون طول الوقت. يخرجون من منزلهم في خوف على حياتهم.
هذا وانضم رامي لمجموعة الحلم في ملبورن التي تعمل على توفير بيئة آمنة للأشخاص ذوي الهوية الجنسية المتعددة.

يقول تقرير "العمل التطوعي في مجال الـ LGBT في الشرق الأوسط"، الصادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إن دول الوطن العربي تتعامل مع ممارسة الجنس بين المثليين على أنها جريمة، كما يقول التقرير إن: "عدداً من الدول العربية تجرم التشبه بالجنس الآخر."
In 2014, eight Egyptian men convicted for "inciting debauchery" following their appearance in a video of an alleged same-sex wedding.
In 2014, eight Egyptian men convicted for "inciting debauchery" following their appearance in a video of an alleged same-sex wedding. Source: AP
الوضع مماثل في مصر كما يوضح مراسلSBSArabic 24  في القاهرة: "وضع المثلية الجنسية في مصر غير معترف به، يتم الإبلاغ عنها خاصة (إذا حدثت) في جماعات، يتم القبض عليهم والتحقيق معهم و وصولهم إلى النيابة والبعض منهم أخذ أحكام. المثلية في مصر يعادلها الحض على الفجور والشذوذ، وبالتالي هي جريمة ويعامل المثليون كخارجين عن القانون. تعامل فكرة المثلية كأنها من المحرمات الدينيية ومن الممنوعات القانونية."
لذلك ينصح رامي مثليي الجنس في الوطن العربي بأخذ الحيطة والحذر: "أهم شيء الخوف عليهم كأشخاص، التغيير يحدث ببطء، لكن لازم يكون في حذر وخوف كتير، لأنهم يعيشون تحت حكومات لا تعترف بهم، ليس هناك قوانين تحميهم، لازم يكون في حذر عالي (..) حاولوا تساندوا بعض البعض”

من ناحية أخرى تشجع سمارة المثليين في الشرق الأوسط على التواصل مع النشطاء في خارج الوطن العربي والتنسيق معهم لإمدادهم بالدعم اللازم:"لا أريد أن افترض ماذا يحتاجون، ولكن قوموا بتوجيهنا: كيف يمكننا أن نساعدكم؟"  

يمكن للقراء الذين يسعون للحصول على الدعم والمعلومات حول منع الانتحار الاتصال بـ  Lifeline  على رقم 131114  أو على الرقم 1300659467 وخط  مساعدة الأطفال  على 1800 55 1800 (حتى سن 25). 

يتوفر المزيد من المعلومات حول الصحة العقلية فيBeyond Blue .


شارك

نشر في:

آخر تحديث:

By Ali Bahnasawy

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand