صاحب هذا التقرير الصادر أمس الأول الأربعاء هو مؤشر Edelman Trust Barometer الذي يُجري دراسات عالمية سنوية تتناول الثقة بمؤسسات الدول منذ أكثر من نصف قرن.
والسنة 2017 هي الثانية على التوالي التي تتراجع فيها الثقة بالمؤسسات الأسترالية قاطبة بشكل كبير، وعلى امتداد ما يُعرف بالأعمدة الأربعة للبلاد: السياسة، الإعلام، الأعمال والمجتمع.
وبلغ تراجع الثقة بالحكومة الأسترالية ودوائرها نقطتين السنة الماضية مقارنة بالعام الأسبق، إذْ انخفضت نسبة الذين يثقون بها من 37% إلى 35%. كذلك انخفضت نسبة الذين يثقون بقطاع الأعمال في هذه البلاد ثلاث نقاط، من 48% إلى 45%. وبلغ تراجع الثقة بالمنظمات غير الحكومية التي لا تبغي الربح أربع نقاط، من 52% إلى 48%. أما الإعلام فلا يزال في الحضيض لناحية القطاعات الموثوق بها في هذه البلاد، إذ أعرب 31% من المشاركين في الدراسة عن عدم ثقتهم بوسائل الإعلام الأسترالية، فيما كانت هذه النسبة في العام الأسبق 32%.
وبحسب التقرير ذاته والذي شمل 28 بلداً في العام 2017، تبيّن أن المؤسسات الأسترالية بين المؤسسات الأقل ثقة بها مقارنة بمؤسسات الدول الأخرى. وجاء الإعلام في أسفل القائمة، إذ أظهر التقرير أن الإعلام الأسترالي هو ثاني أقل إعلام موثوق به في العالم، بعد الإعلام التركي.
وللمفارقة، تزامن صدور هذا التقرير مع نشر شبكة ABC التي تمولها الحكومة الفدرالية، اعتذاراً من رئيس الوزراء الأسبق كيفن راد، بعدما اتهمته بتجاهل نصائح بالمخاطر المرافقة لمشروع تزويد سطوح المنازل بعوازل للحرارة عندما كان في الحكم، وهو مشروع قضى فيه أربعة أشخاص. وجاء اعتذار الـ ABC بعدما قرر راد ملاحقة هذه الشبكة أمام القضاء بتهمة الافتراء وتشويه السمعة.
هل تَسَرُّع الإعلام بالنشر وضغوط السبق الصحافي وتحقيق انتشار سريع وواسع على الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وراء تراجع الثقة به؟ أم أن زمن البحث عن الحقيقة ولّى؟