أُطلق عليها لقب "زعيمة العالم الحر" ضد القوى السياسية الشعبوية التي تشهد تصاعدا في أوروبا والولايات المتحدة، لكن أنجيلا ميركل تختتم 16 عامًا تاريخية في السلطة بإرث متباين في الداخل والخارج.
النقاط الرئيسية
- ميركل ستصبح أول مستشارة ألمانية تتنحى بكامل إرادتها وتنسحب من السياسة
- في عام 2005 فاز تحالفها المحافظ في الانتخابات بفارق ضئيل وأدت ميركل اليمين كأول مستشارة في ألمانيا
- اعتبر قرار ميركل في 2015 بإبقاء حدود ألمانيا مفتوحة أمام الفارين من الحروب في العراق وسوريا علامة فارقة في سياسات الهجرة الأوروبية
تعرف ميركل التي تبلغ من العمر 67 عامًا بـ "المستشارة الأبدية" لألمانيا بسبب طول مدة بقائها في السلطة. ويرى الكثيرون أنها وبسبب شعبيتها التي لم تضعف كان من الممكن أن تفوز بولاية خامسة تاريخية لو أنها سعت إلى ذلك.
ولكن ميركل ستصبح أول مستشارة ألمانية تتنحى بكامل إرادتها وتنسحب من السياسة بمجرد انتخاب وزير المالية أولاف شولتز كبديل لها يوم الأربعاء.
فيما يلي نظرة على صور عالمة كيمياء الكم التي قفزت من ألمانيا الشرقية إلى عالم السياسة لتصبح أقوى امرأة في العالم.
كوخ الصيادين
Image
بعد حوالي عام من سقوط جدار برلين، دخلت ميركل التي كانت تبلغ من العمر آنذاك 36 عامًا إلى كوخ للصيادين في جزيرة Ruegen شمال ألمانيا.
كانت ترتدي سترة كستنائية وقميصاً أبيض وتنورة طويلة من الدنيم، وبدأت تتحدث مع خمسة صيادين يرتدون ملابس العمال الزرقاء.
وهكذا بدأت الحملة الانتخابية الأولى لميركل وطريقها إلى منصب مستشارة ألمانيا.
في عام 2005 فاز تحالفها المحافظ في الانتخابات بفارق ضئيل وأدت ميركل اليمين كأول مستشارة في ألمانيا.
اللاعب رقم 12 في ألمانيا
بعد عام من تولي منصبها، كانت المستشارة الألمانية الجديدة تستضيف المباراة الأكثر مشاهدة في العالم في كأس العالم لكرة القدم 2006.
التقطت صورة لميركل وهي تقفز في المدرجات بفرح جامح عندما أحرزت ألمانيا هدفًا ودفع ذلك وسائل الإعلام الألمانية للتعليق بأن "الرجل الـ 12 في الفريق يُدعى أنجيلا".

Angela Merkel celebrates Germany's 2-0 goal during the FIFA World Cup 2014 match between Germany and Portugal Source: DPA
أزمة اليورو

Greeks chant slogans during a demonstration against the visit of the German Chancellor in Athens in 2014. Source: AFP
لم تتأثر ميركل بمناشدات اليونان خلال أزمة الديون في منطقة اليورو والتزمت بموقف ألمانيا الذي طالب أثينا بتنفيذ إصلاحات تقشفية مقابل قروض الإنقاذ.
في الوقت الذي كانت فيه اليونان على شفا الانهيار الاقتصادي الذي هدد بإجبارها على الخروج من منطقة اليورو في عام 2015، سار اليونانيون في مسيرات وحمل بعضهم ملصقات تصور ميركل بشارب هتلر.
يمكننا القيام بذلك Image
اعتبر قرار المستشارة الخطير في 4 سبتمبر 2015 بإبقاء حدود ألمانيا مفتوحة أمام الفارين من الحروب في العراق وسوريا علامة فارقة في سياسات الهجرة الأوروبية لكنه أدى أيضاً إلى عودة ظهور اليمين المتطرف في ألمانيا.
عندما تدفق عشرات الآلاف من المهاجرين إلى ألمانيا مما وضع سلطات الاستجابة للطوارئ في البلاد تحت ضغط شديد أعلنت ميركل: "يمكننا القيام بذلك".
لكن قرارها ترك ندوباً أيضاً في ألمانيا حيث استغل اليمين المتطرف الغضب الشعبي ضد الوافدين الجدد ليصبح أكبر قوة معارضة في البرلمان في انتخابات 2017.
أدى التدفق الكبير إلى انقسام عميق في الاتحاد الأوروبي حيث عارضت معظم دول الكتلة الشرقية السابقة بشدة استقبال اللاجئين.
التوتر مع ترامب Image
من خلال رسالتها الغير اعتيادية إلى دونالد ترامب بشأن انتخابه رئيساً للولايات المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، بدت ميركل وكأنها تتولى زمام القيادة في العالم الحر.
عرضت ميركل على ترامب تعاونها ولكن فقط على أساس القيم الديمقراطية.