شاهدت لك: فيلم "Parasite" الذي يرشحه النقاد لأوسكار أفضل فيلم هذا العام

الفيلم الكوري يحكي قصة أسرة من المحتالين تحاول نصب شراكها حول رجل أعمال ثري.

parasite film

Source: CJ Entertainment

إذا كنت تظن أن الفقر يوجد فقط في الدول النامية، فإني أدعوك لإعادة التفكير.

أعلم أنه ما أن تُذكر الدول المتقدمة خاصة اللآسيوية منها مثل اليابان وكوريا الجنوبية حتى تتوارد على الفرد منّا مشاهد الشوارع المضيئة بالإعلانات، والفتيات والفتيان الذين يرتدون أحدث صيحات الموضة، ويسيرون وهم ينظرون في هواتفهم المحمولة الجديدة، لكن الواقع غير ذلك.
في فيلم "Parasite" أو "الطفيليات" الذي يعرض حاليا في أستراليا، نرى أسرة تعيش في سيول عاصمة كوريا الجنوبية، في شقة تحت الأرض مليئة بالحشرات، ولا تدخلها الشمس، لكن رب الأسرة وهو بطل أوليمبي سابق، يبقي الأسرة المكونة منه ومن زوجته وابنه و ابنته في حالة معنوية عالية رغم أنه عاطل، وأن أبناءه لا يعملون، لكن بما أننا في كوريا الجنوبية فالأسرة تشكو من انقطاع الأنترنت أكثر مما تشكو من قلة الطعام، وتحاول كسب أجر من طي علب البيتزا الكرتونية المكدسة في الشقة، لكن حتى هذه المهمة البسيطة تفشل فيها الأسرة بسبب رعونتها وعدم اتقانها للعمل.
Bong Joon-ho's satire 'Parasite'
Bong Joon-ho's satire 'Parasite' Source: Getty Images
لكن تسمح فرصة لأحد أفراد الأسرة بانتحال شخصية مدرس، والعمل كمعلم خاص لابنة رجل أعمال ثري، يعيش في منزل نظيف وكبير، بحديقة خاصة تسبح في أشعة الشمس، وبثلاجة مليئة باللحوم والفواكه الطازجة، وما أن يدخل فرد من الأسرة الفقيرة المنزل حتى يستخدم مهارات الاحتيال لتوظيف باقي العائلة عند الثري ومحاولة امتصاص المال منهم بكل شكل كالطفيليات لكن في إطار من الكوميديا السوداء التي تخفف من ثقل القضية المطروحة في الفيلم.

فالفيلم يتحدث على الصراع بين الطبقة الأرستقراطية الجديدة التي نمت في كوريا الجنوبية وفي العالم أجمع، والتي تعمل في مجال التكنولوجيا وتستفيد من ثورة أجهزة الحاسب، وبين طبقة من الفقراء لا تمتلك مهارات العصر المقبل من قدرات على البرجمة والتعامل مع التكنولوجيا التي تتطور بسرعة رهيبة، تاركة أصحاب المهن التقليدية عرضة لشبح البطالة والفقر.
Bong Joon-ho
Director Bong Joon-Ho, winner of the Palme d'Or award for Parasite, at the Cannes Film Festival. Source: AAP
أدار المخرج الكوري بونج جوون هو كاميراته حول الأبطال بشكل ركز على انفعالاتهم أكثر مما ركز على موقع التصوير، فرغم أن الفارق واضح بين الثراء و الفقر في منزلي أبطال الفيلم، إلا أن الفارق الأهم كان في انفعالاتهم: في احتقار رجل الأعمال للأب ولرائحة جسده، في انبهار الزوجة الفقيرة بحياة الأخرى الغنية، وفي الحقد والجشع الذي يملأ عيني الابن وهو يأكل فاكهة طازجة حُرم منها لأعوام.

الفيلم يعرض الآن على شاشات السينما الأسترالية، وهو مرشح لست جوائز أوسكار منها أفضل فيلم لهذا العام.  


شارك

نشر في:

آخر تحديث:

By Ali Bahnasawy

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand