Feature

أزمة الإيجار في أستراليا تُمزّق العائلات وتدفع الأمهات إلى حافة التشرد

وسط الارتفاع الحاد في أسعار الإيجارات وغياب الحماية القانونية للمستأجرين، تتزايد أعداد الأستراليين الذين يواجهون خطر التشرد، من بينهم أمهات مثل إليزابيث رايت التي تستعد للعيش في سيارتها بعد ثلاث عمليات طرد خلال عام واحد.

A middle-aged woman, wearing a coat and a hat, leans beside the tray of her vehicle, smiling at the camera.

Elizabeth Wright, 38, a single mother on income support, prepares to live in her ute after being priced out of Perth's rental market. Source: SBS / Christopher Tan

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

في إحدى الحدائق الهادئة شمال مدينة بيرث، تركن إليزابيث رايت سيارتها تحت ظل شجرة، ليس للاستراحة أو التنزه، بل للتأقلم مع واقع جديد لم تتخيله يومًا: أن تصبح سيارتها ملاذها الوحيد.

رايت، البالغة من العمر 38 عامًا، وأم لطفلة، تستعد للعيش في الجزء الخلفي من سيارتها بعدما فشلت في العثور على مسكن يمكنها تحمّل كلفته. تقول بأسى: "أُجبرت على ترك ثلاث منازل خلال عام واحد، رغم أنني لم أخرق أي عقد أو قانون". وتتابع: "أصعب ما في الأمر أنني لا أستطيع اصطحاب ابنتي للعيش معي في هذه السيارة… هذا ما يكسرني".
A woman in her late 30s looks to the camera, with a river bank and shaded trees behind her.
In a quiet moment by the water, Elizabeth Wright reflects on the uncertainty of life without stable housing. As rental prices soar, she's among a growing number of Australians facing an increasingly fragile future. Source: SBS / Christopher Tan
في السنوات الخمس الماضية، شهدت بيرث واحدة من أسرع قفزات أسعار السكن في أستراليا. ووفقًا لتقرير مركز بنكويست كيرتن الاقتصادي لعام 2025، ارتفع متوسط أسعار المنازل بنسبة 84%، بينما تضاعف متوسط الإيجارات الأسبوعية تقريبًا، من 350 إلى 650 دولارًا، لتصبح بيرث المدينة الأكثر صعوبة على المستأجرين.

ورغم بعض الإصلاحات التشريعية، لا تزال ولاية غرب أستراليا تُجيز ما يُعرف بـ"الإخلاء دون أسباب"، حيث يمكن للمالك إنهاء عقد الإيجار دون تقديم مبرر قانوني. هذا النوع من الإخلاء يترك مستأجرين مثل رايت في دوامة من التنقل القسري واللا استقرار.
A blueish silver single cab ute parked in a car park, with a bed loaded at the back of the tray.
A single mother on the brink of homelessness scopes out this park in Perth's north as a potential place to sleep. With nowhere stable to live, she’s planning how to turn her ute into a last-resort shelter. Source: SBS / Christopher Tan
أزمة تتجاوز الأرقام

تشير بيانات التعداد الأخيرة إلى أن نحو 9,700 شخص في غرب أستراليا كانوا دون مأوى في عام 2021، بزيادة تجاوزت 110% عن الإحصاء السابق. وتقول منظمة Shelter WA إن نحو 25 ألف شخص طلبوا المساعدة من خدمات التشرد في السنة المالية الماضية، بينهم نساء وأطفال في أوضاع حرجة.

الخبير في مجال الإسكان، جوردان فان دن لامب، يحذر من أن "أزمة الإسكان لم تعد قضية فئات هشة فقط، بل باتت تهدد شرائح أوسع من المجتمع، ممن أصبحوا عاجزين عن دفع الإيجار رغم الدخل المستقر".
A bar graph illustrates the percentage change in median rent across all jurisdictions in Australia.
Perth recorded the steepest rise in advertised weekly rents nationwide between 2019 and 2024, outpacing all other capital cities. Source: SBS
نقص العرض وتضخم الطلب

رغم بناء أكثر من 20,000 وحدة سكنية في 2024، لم تحقق الولاية هدفها الوطني ضمن خطة الإسكان. كما أن النمو السكاني أضاف ضغطًا إضافيًا، مع دخول أكثر من 119,000 شخص إلى السوق خلال نفس الفترة، ووجود أكثر من 21 ألف شخص على قوائم انتظار السكن الاجتماعي، بعضهم بانتظار يصل إلى ثلاث سنوات.

A young man wearing a black hoodie with glasses sat on a bench in the park, posing for a camera.
Housing advocate Jordan van den Lamb says soaring rents and weak protections are pushing more Western Australians to the brink. "We can't rely on a market solution to fix a market failure," he says. Source: SBS / Christopher Tan
"الحق في السكن لا يجب أن يكون رفاهية"

وسط كل هذه التحديات، تتزايد الدعوات لإصلاح شامل. التقرير الأخير لمركز بنكويست دعا إلى إجراءات عاجلة، منها: توسيع دعم الإيجارات، الاستثمار في الإسكان الاجتماعي، وتشجيع مشاريع البناء الموجهة لذوي الدخل المنخفض والعاملين في القطاعات الحيوية.

لكن بالنسبة لإليزابيث رايت، الأمر لا يتوقف عند السياسات والأرقام. بل هو قصة أم تحلم بمكان دافئ وآمن لابنتها. تقول:
"نحن في دولة غنية، ومع ذلك أضطر للتفكير كيف أرتّب سريرًا في سيارتي. كل ما أريده هو بيت صغير، فقط مكان أستقر فيه مع ابنتي… لا سيارة، ولا أريكة عند الأقارب. مجرد منزل بسيط نستطيع أن نطلق عليه اسم 'البيت'".

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك وانستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

نشر في:

By Christopher Tan
المصدر: SBS

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand