هذه الاستراتيجية اعتمدها وزير الخزانة سْكوت موريسن، عندما كان وزيراً للهجرة في عهد توني أبوت، بحسب وثائق لدائرة الهجرة تم تسريبها لشبكة ABC التي نشرتها اليوم. كيف حصل ذلك؟
بحسب هذه الوثائق، في العام 2013 أبلغت دائرة الهجرة وزيرها آنذاك سْكوت موريسن بأن حوالى 700 طالب لجوء استوفوا كل الشروط المطلوبة منهم وأنه بات على أستراليا منحهم تأشيرة الحماية. عندما تلقّى موريسن هذه النصيحة، كان في صدد وضع اللمسات الأخيرة على تدابير من شأنها منعُ جميع من وصل إلى أستراليا بقارب أن يبقى في هذه البلاد.
من هنا، سأل موريسن عن العدد الدقيق للاجئين الذين ينبغي منحهم تأشيرة الحماية وتفاصيل عن دخولهم البلاد، واستشار دائرته عن الخيارات المتاحة أمامه. جاء الرد من دائرة الهجرة خطياً وهو أن الوزير يستطيع أن يعتمد ما يعرف بـ "استراتيجيات التسكين" (mitigation strategies)، وهو ما فعله، طالباً من الاستخباراتASIO التباطؤ. ولم يُعرف ما إذا كانت ASIO أذعنت لأوامره.
في كل الأحوال، اعتماد موريسن خيار "استراتيجيات التسكين" فوّت على اللاجئين الـ 700 فرصة الحصول على تأشيرة الحماية. وبهذا الخيار أيضاً، تفادى الوزير منح 30 طالب لجوء أسبوعياً تأشيرة للبقاء في أستراليا.
الوزير موريسن، الذي يشغل حالياً حقيبة الخزانة، ردّ على نشر هذه الوثائق المسرّبة بالقول إنه يضع دائماً مصالح أستراليا الأمنية فوق كل اعتبار. وفي هذا التصريح تأكيد غير مباشر لصحة ما أوردته شبكة ABC. وفي موقف مماثل، أعلن رئيس الوزراء مالكوم تورنبول أن حكومته الائتلافية لن تعتذر أبداً عن أي خطوة متشددة تقوم بها إزاء مهربي البشر.
كلام تورنبول وتأكيد موريسن يرسمان علامات استفهام حول القرارات التي يتخذها حالياً الوزير الممسك بحقيبتيْ الهجرة والأمن معاً بيتر داتن الذي يتمتع بصلاحيات أوسع بكثير من أي وزير آخر في الماضي والحاضر، والذي تحاط عمليات دائرته بتكتم شديد.