زارت زعيمة المعارضة سوزان لي، برفقة النائب عن حزب الاحرار جوليان ليزر، المواطن الأسترالي من أصول سورية أحمد الأحمد، الذي يواصل تلقي العلاج في المستشفى بعد إصابته خلال الهجوم الإرهابي في شاطئ بونداي.
وأشاد مسؤولون وسياسيون بشجاعة الأحمد بعد أن خاطر بحياته وتمكّن من نزع سلاح أحد منفذي هجوم شاطئ بونداي، في محاولة لوقف الهجوم الذي أودى بحياة خمسة عشر شخصاً خلال احتفال بعيد الهانوكا.
وقالت زعيمة الائتلاف المعارض سوزان لي على صفحتها في منصة X إنها التقت أحمد الأحمد، مؤكدة أنه "أظهر شجاعة استثنائية في لحظة رعب، عندما انتزع سلاحاً من رجل كان يعتزم إلحاق الأذى بالآخرين، وأسهم في إنقاذ الأرواح".
وأضافت أن "تصرّف الأحمد عكس هدوءاً تحت الضغط، وكرامة في مواجهة الخطر" ماضية الى القول انه قدم بـ"أفضل ما يجسّد الشخصية الأسترالية".
وأشادت سوزان لي بكل من اندفعوا نحو الخطر في بونداي لحماية الآخرين، وخصّت بالذكر عناصر الشرطة والمسعفين وأفراد الطوارئ الذين عرّضوا أنفسهم للخطر، إضافة إلى أستراليين عاديين تقدّموا لمساعدة غرباء عندما كان الأمر في غاية الأهمية.
وأكدت أن بعض هؤلاء دفعوا الثمن الأعلى، مشددة على أن ذكراهم "لن تُنسى".
وختمت بالقول إن شجاعتهم ونكرانهم للذات، في ظل مأساة مروّعة، يذكّران الأستراليين بحقيقة ما تمثّله الأمة، مؤكدة أن الجميع مدين لهم بأعمق مشاعر الشكر والاحترام الدائم.
وخضع الأحمد خلال الأسبوع الجاري لعدة عمليات جراحية لعلاج إصابات بالرصاص تعرّض لها أثناء تدخله، فيما وُصفت حالته الصحية بالمستقرة.
وكان رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي قد زار الأحمد في وقت سابق في مستشفى سانت جورج في سيدني، واصفاً إياه بأنه يجسّد "أفضل ما في هذا البلد".
وقال ألبانيزي، عقب الزيارة، إن الأحمد تصرّف بتواضع وشجاعة في لحظة شهدت "أفعالاً شريرة"، مضيفاً أن ما قام به “مثال على قوة الإنسانية وشجاعة الأستراليين".
وتلقّى الأحمد، وهو صاحب متجر لبيع التبغ، أكثر من مليونين ونصف المليون دولار أسترالي من التبرعات التي جُمعت عبر الإنترنت من داخل أستراليا وخارجها، تقديراً لما وصفه المتبرعون بشجاعته وبطولته.
وعند تسليمه شيكاً بقيمة مليونين وخمسمئة وثلاثة وثلاثين ألفاً وخمسمئة وخمسة وثمانين دولاراً وهو على سرير المستشفى، عبّر الأحمد عن دهشته قائلا "هل أستحق ذلك؟".
ودعا الأحمد، في رسالة وجّهها إلى المتبرعين، الناس إلى "الوقوف إلى جانب بعضهم بعضا"، قائلا "قِفوا معاً، كل البشر، وانسوا كل ما هو سيئ في الماضي… وواصلوا إنقاذ الأرواح".
وأوضح أنه تدخّل "من القلب"، مضيفاً أن الموجودين في المكان "كانوا سعداء ويستحقون الاستمتاع، فهذا حقهم"
وفي مقطع فيديو نشره رئيس الوزراء على حسابه في إنستغرام، وصف ألبانيزي قلب الأحمد بأنه "قوي"، وشجاعته بأنها "ملهمة"، فيما ردّ الأحمد واضعاً يده على صدره قائلا "شكراً جزيلا".
وأشار ألبانيزي إلى أن الأحمد كان مع أصدقاء وأقارب له في بونداي، وكان يحاول شراء فنجان قهوة عندما وجد نفسه أمام مشهد إطلاق نار، فقرر التدخل.
وأضاف "رأى الناس يُطلق عليهم الرصاص أمام عينيه، واتخذ قراراً بالتحرك. شجاعته مصدر إلهام لكل الأستراليين".
شارك
