تجمّع الآلاف خلال عطلة نهاية الأسبوع في المدن الأسترالية للمطالبة بوقف احتجاز اللاجئين في المخميات، وذلك قبل الإنتخابات الفيدرالية المرتقبة الشهر الجاري.
وفي أحد التجمعات طالب المدافع عن حقوق اللاجئيين كريغ فوستر أن يتم وضع سياسة واضحة للاجئين: "لقد سمحنا بأن نعامل الناس بسوء، غضّينا النظر عن الأشخاص الذين ماتوا.."
ومع أن آخر طفل غادر مركز احتجاز ناورو في شهر فبراير/شباط الماضي، الا أن ما مروا به من مآسي خلال فترة احتجازهم ستبقى معم.
وبحسب فلور وود وهي ناشطة تعنى بمساعدة اللاجئيين الذين تم نقلهم الى أمريكا من ناورو، فإن أغلب الأطفال يعانون من اضطرابات نفسية ناجمة عن صدمة أو ما يعرف بـ PTSD.
وتقول وود "لقد رأينا الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الإكتئاب والقلق، غالبا هؤلاء لا يتكلمون الإنجليزية، لا يستطيعون العمل، غير متعلّمين، وفي أكثر الأحيان يعانون من أمراض صحية ويخشون أن يخرجوا من مكان تواجدهم."
اليكم قصص بعض هؤلاء الأطفال:
عبيدالله (8 سنوات) وأخاه أتيك (6) وأخته ياسمين (3) التي ولدت في المحتجر
ولد عبيدالله في ميانمار ولكنّه أمضى حوالي خمس سنوات من حياته في محتجز ناورو. عبيدالله أمضى معظم حياته وهو ينام في خيمة، يأكل في أوقات محددة ويستحم لمدة دقيقتين كل يوم.
عندما كان لا يعاني من سوء التغذية، كان عبيدالله يذهب الى مدرسة محلية في ناورو ولكن تجربته كانت سيئة: "كانوا يقومون بالإستقواء عليّ وسرقة طعامي.. حتى أنهم كانوا يرشقونني بالحجارة."
والد عبيدالله وصف الوضع في المحتجز بالـ "مروع"، واعتبر أن الفترة التي أمضاها أولاده في المحتجز كانت "من دون جدوى" في إشارة الى أنهم لم يتعلّموا أي شيء وذهبت خمس سنوات من عمرهم سدى.
ويذكر السيد ياسر عندما قام أحد المحتجزين بإضرام النار بنفسه، ووقتها مان عبيدالله شاهدا على الحادثة وسأل والده لماذا يقوم هذا الشخص بذلك، وبحسب والده فان عبيدالله ما زال يستذكر تلك الحادثة.

The Yarsir family had their third child while on Nauru. Source: Supplied

Obaidullah Yarsir spent the majority of his childhood on Nauru. Source: Supplied
عائلة السيد ياسر استقرت في سان أنطونيو في تكساس، ويعمل كخادم في أحد المساجد المحلية، ويرتداد عبيدالله الى المدرسة في المنطقة.
أنيشا حاولت الإنتحار في المحتجر (23 عاما)
حاولت أنيشا الإنتحار أثناء تواجدها في محتجز ناورو في أمل من أن محاولتها هذه ستؤول الى إرسال عائلتها الى أستراليا.
وتقول أنيشا " ناورو مثل السجن، ناورو هو الجحيم، لا بل يمكن للجحيم أن يكون أفضل".
أتت أنيشا من سريلنكا كلاجئة الى محتجز ناورو في عمر الـ 14 سنة، وأمضت خمس سنوات هناك في حالة من الإكتئاب والأذى الذاتي.

Anisha now lives in San Diego. Source: Supplied
وتقول أنيشا أنها حاولت اللجوء الى العيادة في المحتجز للعلاج ولكن لم تجد من يشفيها: "كل ما يقومون به هو التحدث اليك والقول لا تفقد الأمل."
وكانت أنيشا تطمح بأن تصبح طبيبة ولكن مع غياب الخدمات التعليمية كل ما استطاعت فعله هو تعليم نفسها اللغة الإنجليزية.
وأجبرت على رعاية إبنة أخيها التي وصلت في عمر الثالثة الى المحتجز. وتروي أنيشا كيف أصبحت ابنة أخيها مصابة بالإكتئاب: "ظلت تسألني متى سنذهب الى أستراليا؟ متى سأرى والدي؟".
ولم تحصل الفتاة على أي تعليم حتى سن الخامسة.
وانتقلت أنيشا للعيش هي وعائلتها في سان دييغو حيث تعمل في مطعم الوجبات السريعة ساب واي.
وتقول أنيشا أن الحياة هناك ليست سهلة، اذ انها تدرس من الساعة 8:30 صباحا وحتى الثالثة ظهرا، وثم تذهب للعمل في الرابعة لغاية 10:30 مساءً.
"ما زالت تراودنا ذات الأفكار الإنتحاريو، ومنذ مدة دخلت قسم الطوارئ.. ما هذه العيشة، أحيانا أتساءل، لماذا أتيت الى هنا."
فيصل أركاني تعرض للإستقواء في ناورو (24 عاما)
وصل فيصل الى محتجز ناورو في عمر الـ 16 سنه من مينامار على أمل أن يجد حياة أفضل في أستراليا.
أمضى فيصل خمس سنوات في محتجز ناورو ولا يزال يعتقد أن العيش في ناورو كان أسوأ من البقاء في وطنه كفرد مضطهد من أقلية الروهينغا.
"كنت ولدا ضغيرا، وتعرضت للكثير من التنمر من رجال الأمن وسكان المنطقة"، ويضيف فيصل "المكان الذي أبقونا فيه ليس مكانا مناسبا للبشر، لا يجد أن يتواجد فيه الناس. كنا نعامل على أننا أرقام، عوملنا بطريقة أسوأ من الحيوانات."
"العيش في خيمة مع 40 رجلا آخر في مساحة لا تتعدى الـ 20 متر مربع كانت عيشة مروعة." ويضيف فيصل أنهم كانوا يعيشون مع الجرذان والصراصير ولم يوفر لهم شامبو للإستحمام أو صابون.

Faisal Arkani was a teenager when he arrived on Nauru. Source: Supplied
"عوملنا وكأننا مجرمين وكأننا إقترفنا خطئا بارحا".
وتحدّث فيصل عن كيف كان ينتظر في الصف 3 أو 4 ساعات للحصول على وجبة الغذاء والعشاء، وكان عليه الإنتظار مدة أسبوعين للتكلم مع أهله.
فيصل قدّم طلبي شكوى للشرطة بسبب تعرضه للضرب والسرقة على أيدي المحليين على حسب قوله، ولكن الشرطة لم تحقق في الموضوع.
فيصل حتى اليوم تراوده كوابيس لأن معظم أصدقائه أقدموا على الإنتحار في المحتجز بحسب ما قال.

Mr Arkani now works in a restaurant in Chicago. Source: Supplied
يقطن فيصل اليوم في شيكاغو مع عدد من شبان آخرين من المحتجز ويعمل في مطعم هناك. فيضل يأمل في أن يصبح ناشطا سياسا.
هذا ودحضت وزارة الشؤون الداخلية إداعاءات الشبان الذي قامت أس بي أس بمقالتهم، وذلك في بيان أرسلته الى المحطة.
اقرأ المزيد

الحكومة الأسترالية تغلق مركزين للإحتجاز
