حذر مدير منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية (ASIO)، مايك بورغيس، من تصاعد خطير في أنشطة التجسس الأجنبي التي وصفها بأنها "حاضرة، حقيقية ومكلفة"، مؤكدًا أن هذه التهديدات الأمنية تجاوزت مستويات الحرب الباردة في الثمانينيات.
وفي خطاب ألقاه مساء الخميس في مركز هوك بمدينة أديلايد، كشف بورغيس لأول مرة عن أن الخسائر الاقتصادية الناتجة عن عمليات التجسس وصلت إلى 12.5 مليار دولار خلال العام المالي 2024، بينها نحو ملياري دولار من الأسرار التجارية المسروقة من شركات أسترالية.
وقال بورغيس إن وكالات تجسس أجنبية "تستهدف بعنف" قطاعات متعددة، من بينها الإعلام، والمشاريع الحكومية، والتكنولوجيا الخضراء، والمعادن النادرة، والبحوث في القطب الجنوبي، فضلاً عن إبدائها "اهتمامًا غير صحي" بمبادرة التعاون الدفاعي الثلاثية AUKUS.
وأوضح أن منظمة ASIO أحبطت 24 عملية تجسس خلال السنوات الثلاث الماضية.

Mike Burgess said many countries are "targeting anyone and anything that could give them a strategic or tactical advantage". Source: AAP / Dominic Giannini
التجسس ليس قصة رومانسية، بل خطر حقيقي وراهنمايك بورغيس
ومن بين الحوادث التي كشف عنها بورغيس:
- محاولة عميل أجنبي التوظف في مؤسسة إعلامية أسترالية بهدف التأثير على تغطيتها الصحفية.
- اختراق أكاديمي مرتبط بحكومة أجنبية مختبرًا حساسًا وتصوير محتوياته.
- تسريب موظف حكومي معلومات شخصية عن "معارضين" لحكومة أجنبية.
- استخدام برامج خبيثة (malware) خلال فعالية صناعية دفاعية للحصول على أسرار شركات.
- تهريب مادة نباتية نادرة من منشأة حساسة من قبل وفد أجنبي.
كما أعرب بورغيس عن قلقه من أن أكثر من 35 ألف شخص على وسائل التواصل يعرضون وصولهم إلى معلومات حساسة بشكل علني، مشيرًا إلى أن نحو 400 منهم ذكروا علنًا عملهم في مشاريع مرتبطة بـ"AUKUS".
أن تُعلن أنك تعمل في مشروع سري أو تحمل تصريح أمني على وسائل التواصل ليس سذاجة فقط، بل هو دعوة صريحة لوكالات التجسس الأجنبيةمايك بورغيس
وكان بورغيس قد أكد أيضًا ترحيل مجموعة من الجواسيس الروس في عام 2022، كما أشار إلى اتهام شخصين من أصول روسية أسترالية بالتجسس في العام الماضي.
وختامًا، دعا الأستراليين إلى التحلي باليقظة دون الوقوع في فخ الذعر أو الشك المفرط، مضيفًا:
"إذا كنت تتجسس في هذا البلد، فإن ASIO تبحث عنك. وإذا كنت تتعرض للتجسس، فإن ASIO تراقب لحمايتك."