تعني الخطوة أن اللحوم الأسترالية وفي مقدمتها لحوم الأبقارلن تخضع بعد الآن لرسوم بنسبة 10%، ما يمثل انفراجاً مهماً لأحد أكبر الصادرات الأسترالية إلى السوق الأمريكية.
كانبيرا: الرسوم "غير مبرّرة"
وزير التجارة الأسترالي دون فاريل رحّب بالقرار، مؤكداً أن الحكومة كانت “واضحة ومتسقة” في موقفها الرافض لتلك الرسوم.
وقال فاريل:
"نؤكد أن فرض أي رسوم على المنتجات الأسترالية غير مبرّر، وظللنا ندافع عن إلغائها منذ البداية."
كما اعتبر الاتحاد الوطني للمزارعين (NFF) أن الخطوة “منطقية”، مشيراً إلى أنها تعيد الأمور إلى ما نص عليه اتفاق التجارة الحرة بين واشنطن وكانبيرا، الذي يضمن تجارة متبادلة بلا رسوم.
وتشير بيانات مكتب الإحصاءات الأسترالي إلى أن اللحوم تُعد ثاني أكبر صادرات أستراليا إلى الولايات المتحدة بعد الذهب غير النقدي، فيما شكّلت السوق الأمريكية 30% من إجمالي صادرات اللحوم الأسترالية عام 2024.
تحوّل مفاجئ في موقف ترامب
القرار الذي شمل إعفاء واردات مثل اللحوم والطماطم والبن والموز يأتي ضمن جهود إدارة ترامب لاحتواء غضب المستهلكين الأمريكيين من استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وفي تراجع واضح عن خطاباته السابقة، اعترف ترامب ضمنياً أن الرسوم التي فرضها قد تكون ساهمت في زيادة تكاليف المعيشة، رغم إصراره المتكرر على العكس.
وتسري الإعفاءات بأثر رجعي اعتباراً من منتصف ليل الخميس، على أن تُعاد الرسوم المدفوعة وفق إجراءات هيئة الجمارك الأمريكية.
ويأتي هذا التحول بعد سلسلة انتصارات انتخابية للديمقراطيين في ولايات ومدن كبرى، ركّزت الحملات فيها على ملف القدرة على تحمّل تكاليف الحياة.
انتقادات ديمقراطية: "إطفاء النار التي أشعلوها"
التراجع عن الرسوم جاء أيضاً عقب إبرام اتفاقات تجارية مبدئية مع دول في أمريكا اللاتينية مثل الأرجنتين والإكوادور وغواتيمالا والسلفادور، تمهيداً لإلغاء رسوم إضافية تستهدف وارداتها.
لكن الديمقراطيين لم يفوّتوا الفرصة لانتقاد الإدارة الأمريكية، حيث قال ريتشارد نيل، كبير الديمقراطيين في لجنة “الطرق والوسائل” بمجلس النواب، إن الإدارة “تُطفئ النار التي أشعلتها ثم تقدّم ذلك كإنجاز”.
وأضاف:
"منذ فرض الرسوم، ارتفعت معدلات التضخم وشهد قطاع التصنيع انكماشاً شهرياً متواصلاً."
سياق اقتصادي ضاغط
يرى اقتصاديون أن غضب المستهلكين من ارتفاع أسعار الغذاء دفع الإدارة الأمريكية إلى تخفيف بعض جوانب “الحرب التجارية” التي قادها ترامب منذ توليه منصبه، محذرين من أن الأسعار قد تشهد ارتفاعات جديدة العام المقبل مع بدء الشركات تمرير كامل تكلفة الرسوم التي ما زالت قائمة.
أما أستراليا، فتعتبر القرار انتصاراً مهمّاً لصادراتها الزراعية، وتنتظر خطوات أخرى قد تعيد العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة إلى مسارها الطبيعي.
شارك

