مدد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي زيارته إلى الولايات المتحدة، أمس، بطلب من قادة الكونغرس لإجراء المزيد من المحادثات، في وقت اختتمت لجنة التنسيق العليا بين البلدين اجتماعاتها ببيان شددت فيه على التزام واشنطن وبغداد بعلاقة ثنائية قوية ومثمرة، وفقاً لاتفاقية الإطار الاستراتيجي لعام 2008.
وأعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب أمس أن القوات الاميركية ستغادر العراق دون أن يحدد جداول زمنية، وذلك خلال استقباله الكاظمي للمرة الأولى في البيت الابيض في واشنطن.
ويأتي هذا اللقاء مع تزايد الهجمات ضد أهداف أميركية من قبل مقاتلين موالين لإيران، اضافة الى الدعوات التي تواجهها الحكومة العراقية لطرد 5 آلاف جندي أميركي منتشرين في البلاد في اطار جهود محاربة جماعات متطرفة.
وقال ترامب وهو يقف الى جانب الكاظمي في البيت الأبيض "في وقت ما، سنكون قد غادرنا"، مضيفا "لقد خفضنا تواجدنا الى مستوى منخفض جدا للغاية".

ترامب مستقبلا الكاظمي أمس في البيت الأبيض. Source: SIPA USA
وتابع "لكننا كنا نسحب جنودنا من العراق بسرعة الى حد ما، ونحن نتطلع الى اليوم الذي لا يتوجب فيه علينا أن نكون هناك، وعلى أمل ان يتمكن العراقيون من التصرف باستقلالية والدفاع عن انفسهم".
وقال ترامب إن مسائل عسكرية ومشاريع نفطية اضافة الى شؤون التنمية كانت على جدول أعمال اجتماعه مع الكاظمي، الذي تولى رئاسة الحكومة في أيار/مايو.
من جهته صرح الكاظمي في البيت الابيض بالقول إنه "ممتن" للدعم الاميركي في الحرب ضد تنظيم داعش الذي "يقوي شراكتنا لما فيه مصلحة بلدنا".
وانسحب الجيش الاميركي من العراق نهاية عام 2011، تاركا فرقة صغيرة تتولى مهام في السفارة الأميركية.

الكاظمي في واشنطن أمس. Source: AP
لكن تم نشر قوات أميركية إضافية في البلاد بعد بضع سنوات للمساعدة في محاربة داعش، الذي شن هجوما كبيرا صيف عام 2014.
ولا تزال معارضة الوجود الأميركي شديدة في أوساط السياسيين الموالين لإيران وأنصارهم، خاصة بعد اغتيال الولايات المتحدة للجنرال في الحرس الثوري قاسم سليماني في بداية هذا العام في ضربة أودت أيضا بالقيادي العراقي أبو مهدي المهندس.
لا جدول زمني للانسحاب
وشدد مسؤول أميركي رفيع بعد ذلك على هذه "المشكلة المستمرة التي تمثل تحديا لأمن وسيادة العراق وتهديدا للمصالح الأمنية الأميركية في المنطقة".
وقبل مغادرته إلى الولايات المتحدة، استقبل الكاظمي خلال عطلة نهاية الأسبوع اسماعيل قآني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وقال له إنه "لا يمكن لأي دولة" أن تتدخل في العلاقات العراقية الأميركية، وفق ما أفاد مصدر قريب من المباحثات.
وشدد رئيس الحكومة على أن العلاقة بين بغداد وطهران يجب أن تتم "من دولة لدولة وليس من خلال الميليشيات" منددا بـ "الميليشيات التي تستمد قوتها من إيران" من أجل "قصف الأهداف العراقية واختلاس المال"، بحسب هذا المصدر.
وواصل البلدان في واشنطن "حوارهما الاستراتيجي" الذي بدآه في حزيران/يونيو عندما أعلنت إدارة ترامب أنها "ستخفض" وجودها العسكري في العراق "في الأشهر المقبلة".
ويطالب الحشد الشعبي وهو تحالف من فصائل شبه عسكرية مندمجة في مؤسسات أمنية عراقية لكنها متحالفة مع إيران البرلمان العراقي بإخراج القوات الأميركية من البلاد منذ اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية قرب مطار بغداد في مطلع السنة.
واعتبر مسؤول أميركي بارز أن "النجاحات" ضد داعش مكنت من البدء في "تقليص الوجود العالمي" في العراق.
وأضاف المسؤول "لا يوجد جدول زمني أو أرقام ثابتة لكن الموضوع سيكون بالتأكيد مطروحا على الطاولة أثناء تقييمنا لاحتياجات العراق الأمنية" تعقيبا على وعد ترامب بفك الارتباط بالشرق الأوسط و"وضع حد للحروب التي لا نهاية لها".