هذا وقد نشر ترامب، عبر منصّته "تروث سوشال"، صورة مزيّفة بتقنية الذكاء الاصطناعي، تُظهره بزيّ الحَبْر الأعظم، مرتدياً الزي الأبيض، وقبعة الميتر، وسلسلة بصليب ذهبي، رافعاً إصبعه نحو السماء في وضع يُحاكي صوراً شهيرة للبابا الراحل.
وجاءت الصورة بعد تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الرئيس الأمريكي خلال حديثه إلى الصحفيين هذا الأسبوع، حيث قال مازحاً: "أرغب بأن أكون البابا، سيكون خياري الأول". وأضاف أنّه لا يملك مرشّحاً مفضلاً، لكنه أشار إلى كاردينال في نيويورك وصفه بأنه "جيد جداً"، ويُعتقد أنّه كان يقصد تيموثي دولان، رئيس أساقفة نيويورك المعروف بمواقفه المحافظة.
وأصدر مؤتمر ولاية نيويورك الكاثوليكي بياناً لاذعاً، جاء فيه: "لا شيء ذكي أو مضحك في هذه الصورة، سيدي الرئيس. لقد ودّعنا للتوّ البابا فرنسيس، والكرادلة يستعدون لدخول مجمع مقدّس لاختيار خليفة بطرس الرسول. لا تسخروا منّا".
ورفض المتحدث باسم الفاتيكان، ماتيو بروني، التعليق على الصورة خلال مؤتمر صحفي.
من جهته، كتب رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق ماتيو رينزي عبر منصة "إكس": "هذه صورة تُهين المؤمنين، وتُسيء للمؤسسات، وتُظهر أن زعيم اليمين العالمي يستمتع بلعب دور المهرّج، في وقت يواجه فيه الاقتصاد الأمريكي خطر الركود، وتتراجع قيمة الدولار".
وكان ترامب قد شارك الأسبوع الماضي في مراسم تشييع البابا فرنسيس، في أول زيارة خارجية له منذ عودته إلى السلطة. وتجدر الإشارة إلى أنّ نحو 20% من الأمريكيين يُعرّفون أنفسهم ككاثوليك، وقد أظهرت استطلاعات الخروج في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر أنّ حوالي 60% منهم صوّتوا لصالح ترامب.
البابا فرنسيس، الذي توفي في الحادي والعشرين من نيسان/ أبريل، كان من أبرز الأصوات الأخلاقية العالمية التي انتقدت سياسات ترامب، خاصة في ملف الهجرة. ففي عام 2016، علّق فرنسيس على مشروع ترامب لبناء جدار على الحدود مع المكسيك، قائلاً: "من يريد بناء الجدران فقط، لا الجسور، ليس مسيحياً".
ومن المقرّر أن ينعقد مجمع الكرادلة في السابع من مايو داخل كنيسة سيستين في الفاتيكان، لاختيار البابا الجديد خلفاً لفرنسيس.