صعّد دونالد ترامب الأربعاء لهجته ضد المحقق الخاص روبرت مولر المكلف بالتحقيق حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية للعام 2016 عندما عبر بقوة عن رغبته في وضع حد لهذا التحقيق.
واعتبر ترامب في تغريدة صباحية أن على وزير العدل جيف سيشنز "وقف حملة الملاحقات المزيفة هذه حالا، قبل أن تلطخ بلادنا أكثر".
لكن البيت الابيض اضطر إلى التخفيف من حدة تصريحات ترامب بعد ردود الفعل القوية التي اثارها هذا التحريض على التدخل في القضاء. فقالت المتحدثة باسم الرئاسة الاميركية ساره ساندرز "كان رأيا ولم يكن أمرا".
ويسعى ترامب منذ أشهر إلى التشكيك في مصداقية التحقيق الذي يقول إنه يصطدم بتعارض مصالح لدى مولر كما يتلاعب به خصومه السياسيون. وهذه المرة الأولى التي يطلب فيها بشكل مباشر من وزير العدل التدخل.
وشددت ساندرز على أن ترامب "يريد أن ينتهي" هذا التحقيق.
وسعى محامو الرئيس أيضا إلى التهدئة فعلق رودي جولياني "الرئيس يستخدم التغريدات للتعبير عن رأيه"، مضيفا "لقد حرص على استخدام كلمة should وليس must "
إلا أن سيشنز لا يمكنه وقف التحقيق مع أنه تابع لوزارته، فقد انسحب منه في اذار/مارس 2017 ما أثار غضب ترامب.
وبالتالي فالصلاحية باتت تعود إلى نائبه رود روزنستين.
وتم في إطار هذا التحقيق، توجيه الاتهام إلى أربعة أشخاص من فريق الحملة الانتخابية للرئيس الاميركي حول جنح ليست مرتبطة بشكل مباشر بأي تواطؤ محتمل، أحدهم مدير الحملة السابق بول مانافورف، والذي بدأت محاكمته بتهمة تبييض اموال الثلاثاء في ضاحية واشنطن.
- "لفترة قصيرة جدا" -
محاكمة مانافورت هي الاولى في إطار التحقيق، وكان فريق مولر من كشف الوقائع التي تنسب اليه وتعود إلى ما قبل العام 2016.
وعلق ترامب في تغريدة صباح الاربعاء في مستهل اليوم الثاني للمحاكمة "لقد عمل لدي لفترة قصيرة جدا ولماذا لم تقل لي الحكومة إنه يخضع للتحقيق؟ لا علاقة للاتهامات القديمة بالتواطؤ".
واتهم الادعاء مانافورت (69 عاما) الذي يعمل لدى مجموعات الضغط بأنه "وضع نفسه مع ثروته فوق القوانين"، مضيفا أن هذا الأخير أنفق أموالا طائلة في إطار "حياة باذخة" تشمل شراء ساعات فاخرة وسترة "من ريش النعام" ب15 ألف دولار.
واذا كانت هذه النفقات الهائلة لا تخالف القانون، فإن مواردها هي السؤال في المحاكمة بتهم تبييض الاموال والاحتيال على الضرائب والمصارف من بينها ملايين الدولارات المرتبطة بنشاطات ترويجية لحساب الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش المدعوم من موسكو والتي لم يصرح عنها لمصلحة الضرائب.
وتابع الادعاء أن يانوكوفيتش كان بمثابة "إوزة تبيض ذهبا" لفريق مانافورت الذي كسب منه نحو 60 مليون دولار بين 2010 و2014.
وقال نائب المدعي أوزو أسونيي إن "كل التهم تتلخص بأمر بسيط هو أن بول مانافورت كذب". وينفي مانافورت هذه الاتهامات.
وحضر عناصر من فريق مولر المحاكمة الثلاثاء بين الحضور.
لكن القضية الأساسية المتمثلة باحتمال وجود تواطؤ بين روسيا وأعضاء في فريق حملة ترامب لن تطرح خلال هذه المحاكمة على الأرجح.
ولم يتم ذكر اسم دونالد ترامب أو "روسيا" خلال مداولات الثلاثاء. ويأمل البعض في أن يكشف بول مانافورت في نهاية المطاف معلومات مهمة للملف.