أعلنت الولايات المتحدة الأربعاء فرض عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيين سليمان سويلو وعبد الحميد غول المتهمين بأداء دور رئيسي في توقيف واعتقال القس الاميركي أندرو برانسون الذي تتهمه انقرة بممارسة انشطة "إرهابية" والتجسس.
وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض ساره ساندرز "نعتقد أنه كان ضحية معاملة ظالمة وغير مبررة من جانب الحكومة التركية".
في موازاة ذلك، أعلن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الذي يتوجه إلى آسيا أنه سيلتقي نظيره التركي مولود تشاوس أوغلو في سنغافورة هذا الاسبوع.
وتتهم السلطات التركية برانسون بممارسة أنشطة "ارهابية" والتجسس ووضعته الاربعاء الفائت قيد الاقامة الجبرية بعد اعتقاله لعام ونصف عام.

Source: AAP
وفي بيان منفصل، أوضحت وزارة الخزانة الاميركية أنه تمت مصادرة ممتلكات واصول الوزيرين التركيين. ومنعت إدارة دونالد ترامب أيضا أي مواطن اميركي من القيام باعمال معهما.
وعلق وزير الخزانة ستيفن منوتشين أن "الاعتقال الظالم للقس برانسون وملاحقته من جانب السلطات التركية مرفوضان بكل بساطة".
وتوعدت أنقرة الولايات المتحدة بإجراءات عقابية إثر عقوبات فرضتها واشنطن على وزيرين تركيين ردا على اعتقال قس أميركي في تركيا.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان "لا شك في أن هذا سيضر بشكل كبير بالجهود البناءة التي تُبذل لحل المشاكل بين البلدين". وأضافت "سيكون هناك رد فوري على هذا الموقف العدائي".
وتابعت وزارة الخارجية "إننا ندعو الإدارة الأميركية إلى العودة عن هذا القرار الخاطئ".
وتصاعد التوتر الأسبوع الفائت بين واشنطن وأنقرة بسبب اعتقال القس.
ولم يساهم وضع برانسون في الإقامة الجبرية في احتواء التوتر، مع تهديد ترامب ونائبه مايك بنس بفرض "عقوبات شديدة" على تركيا إذا لم يتم الإفراج عن القس.
من جهتها، تُواصل أنقرة التنديد بخطاب "مرفوض" من جانب حليفها في حلف شمال الأطلسي.
يأتي ذلك في حين وصلت الليرة التركية إلى أدنى مستوى تاريخي لها مقابل الدولار الأربعاء (5 ليرات تركية مقابل دولار واحد).
واعتبر نائب الرئيس الأمريكي بنس، وهو مسيحي إنجيلي على غرار برانسون، أنّ القس "ضحية اضطهاد ديني" في تركيا ذات الغالبية المسلمة.
وردّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأربعاء أن "تركيا ليست لديها أي مشكلة مع الأقليات الدينية".

US President Donald J. Trump and Turkeys President Recep Tayyip Erdogan (R) arrive for a family picture of Nato Summit in Brussels, Belgium, 11 July 2018. Source: EPA
وقال "من غير الممكن بالنسبة إلينا أن نقبل هذه الذهنية التبشيرية والصهيونية، وهذه اللهجة التهديدية من قبل الولايات المتحدة".
ويواجه القس برانسون الذي يرفض كل الاتهامات الموجهة إليه عقوبة السجن حتى 35 عاما.
وتضفي هذه القضية مزيدا من التوتر على العلاقات الصعبة أصلا بين واشنطن وأنقرة على خلفية النزاع السوري وأيضا بسبب وجود الداعية فتح الله غولن في الولايات المتحدة والذي يتهمه إردوغان بتدبير محاولة الانقلاب عليه في صيف 2016.
وساهم أيضا في توتير العلاقات الدعم الذي تُقدّمه واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، علما أن أنقرة تصنف هؤلاء المقاتلين الأكراد منظمة "إرهابية" تهدد حدودها.
كذلك، يستمر احتجاز موظفين محليين يعملان في بعثات أميركية في تركيا، كما أن هناك ثالثا وضع قيد الإقامة الجبرية.