أثارت حالتا انتحار يوم الجمعة في لبنان، مرتبطتان على الأرجح بضائقة معيشية جراء الانهيار الاقتصادي المتسارع في البلاد، موجة من ردود الفعل في البلد الذي يشهد أزمة غير مسبوقة.
ففي فسحة أمام مبنى في شارع الحمرا المزدحم في بيروت، يضم مقهى ومتجراً شعبياً ومسرحاً، أقدم مواطن يبلغ من العمر 61 عاما وينحدر من منطقة الهرمل على إنهاء حياته.
وترك الرجل نسخة من سجله العدلي ملصقة على ورقة كتب تحتها بخط اليد شعار "أنا مش كافر" وهي مطلع أغنية لزيادة الرحباني تتحدث عن الأوضاع المعيشية الصعبة.
ويشهد لبنان انهياراً اقتصادياً متسارعاً يُعدّ الأسوأ في البلاد منذ عقود، حيث لم تستثن تداعياته أي طبقة اجتماعية. وخسر عشرات الآلاف وظائفهم أو جزءاً من رواتبهم خلال الأشهر القليلة الماضية.
وبات نصف اللبنانيين يعيشون تقريباً تحت خط الفقر بينما تعاني 35 في المئة من القوى العاملة من البطالة.
وتترافق الأزمة مع تراجع غير مسبوق في قيمة الليرة، إذ تخطى سعر صرفها مقابل الدولار عتبة التسعة آلاف هذا الأسبوع، فيما السعر الرسمي مثبت على 1507 ليرات. وتسبّب ذلك بموجة غلاء غير مسبوقة وتآكل القدرة الشرائية لشريحة واسعة من اللبنانيين.

Anti-government protesters in front of the government house in downtown Beirut, Lebanon, Thursday, June 11, 2020. Source: (AP Photo / Hussein Malla)
وتجمّع العشرات من المتظاهرين في موقع الواقعة وأغلقوا الطريق لوقت قصير رافعين لافتات عدة كتب على إحداها "لم ينتحر، قُتل بدماء باردة". وحمل شاب لافتة ثانية جاء فيها "هاربون للموت بسبب الفقر والجوع".
وخلال نقل الجثة من المكان، كان أحد أقربائه يبكونه. وقال بانفعال "قتل ابن عمي نفسه بسبب الجوع."
أما في قرية جدرا القريبة من مدينة صيدا (جنوب)، وُجدت جثة شاب يبلغ من العمر 37 عاما الجمعة داخل غرفة في منزله. وقال رئيس بلدية جدرا جوزف القزي إن الشاب، وهو أب لطفلة صغيرة ويعمل سائق حافلة صغيرة، أنهى حياته بينما كانت عائلته خارج المنزل.
وكان الشاب يعاني من ظروف مادية صعبة جراء الوضع الاقتصادي المتعثّر، وفق القزي.
وأكد متحدث باسم قوى الأمن الداخلي أن الحادثتين تم تصنيفهما على أنهما انتحار، لافتاً الى ازدياد معدلات الانتحار منذ مطلع العام، من دون أن يتمكن من تحديد النسبة.
شارك


