تأتي مناسك الحج هذا العام بينما تشهد السعودية موجة غير مسبوقة من التغييرات، بينها السماح للسيدات بقيادة السيارات الذي بدأ تطبيقه في حزيران/يونيو الماضي، وانفتاح على الخارج، ووسط أزمة سياسية مستمرة بين السعودية وقطر.
وبحلول الخميس، وصل حوالى 1,7 مليون شخص إلى السعودية للمشاركة في موسم الحج الذي يبدأ رسميا الأحد ويمتد حتى الجمعة المقبل.
ووصل آلاف الحجاج إلى مكة، في مجموعات قادمة من أماكن مختلفة من العالم. ويتنقل البعض تحت المظلات في أنحاء المدينة للوقاية من أشعة الشمس، بينما ارتدت مجموعات الحجاج ألوانا مختلفة ليتم تمييز أفراد كل مجموعة عن غيرها.
وفي الإمكان مشاهدة بعض الحجاج يقومون بدفع أقاربهم في كراسي متحركة، بينما يقوم آخرون باستخدام تقنيات الفيديو للحديث مع عائلاتهم البعيدة. وجلس آخرون في الظل مع درجات حرارة تجاوزت الأربعين درجة مئوية.
- "حج ذكي"-
وأطلقت السلطات السعودية هذا العام مبادرة "حج ذكي" الذي يتمثّل بتطبيقات هاتفية تساعد الحجاج في كل شيء من الترجمة إلى الخدمات الطبية مرورا بمناسك الحج.
ووضع الهلال الأحمر السعودي تطبيق "أسعفني" لمساعدة الحجاج الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية عاجلة. وبامكان السلطات تحديد مكان الحجاج باستخدام التطبيق.
كما أطلقت وزارة الحج والعمرة تطبيق "مناسكنا" للترجمة للحجاج الذين لا يتكلمون العربية ولا الانكليزية.
ويعدّ الحج من أكبر التجمعات البشرية سنويا في العالم. ويشكل أحد الأركان الخمسة للإسلام وعلى من استطاع من المؤمنين أن يؤديه على الأقل مرة واحدة في العمر.
ويترافق الحج عادة مع تدابير أمنية مشددة، إذ تخللته خلال أعوام سابقة حوادث تدافع أودت بحياة 2300 شخص في 2015، عدد كبير منهم إيرانيون.
ويشارك حجاج إيرانيون في مناسك هذا العام، بعد ان كانت طهران علقت مؤقتا إرسال مواطنيها إلى الحج بعد حادثة.
ومرّ موسم الحج العام الماضي من دون حوادث كبرى، الا ان الأزمة مع قطر ألقت بظلالها على الحدث الديني السنوي وتبادلت الرياض والدوحة الاتهامات بتسييس المناسك.
وكانت دولة الإمارات والمملكة السعودية والبحرين ومصر قطعت علاقاتها مع قطر في الخامس من حزيران/يونيو 2017 متهمة اياها بدعم "الإرهاب"، وهو ما تنفيه الدوحة. واتخذت هذه الدول إجراءات عقابية بحق قطر.
وأكدت السلطات السعودية هذه السنة السماح للحجاج القطريين بحضور الحج.