وأجرى ترامب اتصالا هاتفيا بأربعة زعماء عرب ورئيس الوزراء الإسرائيلي مساء الثلاثاء ليبلغهم بقراره بشأن القدس. وأضاف بيان رئاسي أن ترامب "أكد التزامه بدفع محادثات السلام في اتصالاته بكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي".
ومن المقرر أن يلقي ترامب خطابا اليوم قد يعلن فيه اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. وتشير التقارير الى ان ترامب سيؤخر عملية نقل السفارة لمدة ستة أشهر. وستكون عندها الولايات المتحدة أول دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، منذ تأسيس الدولة عام 1948.
ويعتبر اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل خرقاً للسياسة المتبعة في البلاد والتي تؤكد على ان مصير القدس يجب أن يُحدد بالتشاور مع الفلسطينيين، الذين يريدون شرق القدس عاصمة لدولتهم. والمجتمع الدولي لا يعترف بسيادة اسرائيل على القدس نظرا لاحتواء المدينة على مواقع مقدسة بالنسبة للمسلمين والمسيحيين واليهود.
عربياً، حذر الملك سلمان بن عبد العزيز ترامب من ان قراره سيضر بمفاوضات السلام ويزيد التوتر بالمنطقة"، وأن هذه الخطوة ستستفز مشاعر المسلمين حول العالم، نظرا لوجود المسجد الأقصى في القدس.
اما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فقال في بيان صدر عنه أنه لا داعي إلى تعقيد الوضع في الشرق الأوسط". كما حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ترامب "من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".
وقال الديوان الملكي في الأردن أن الملك عبد الله الثاني أبلغ ترامب أن هذا القرار "سيكون له انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ويؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين".
وبعد هذا الاعلان، تم اطلاق العديد من الهاشتاغات على المستوى العالمي للتفاعل مع خبر نقل السفارة الاميركية الى القدس، مشعلا بذلك الوضع على مواقع التواصل الاجتماعي. وتم اطلاق أكثر من هاشتاغ، أهمها #Jerusalem و#Abbas و في اسرائيل أطلق هاشتاغ #TelAvivToJerusalem و#القدس_عاصمة_فلسطين.
وعلى موقع تويتر، وفي اسرائيل بالتحديد، تم اجراء استطلاع للرأي حول وضع القدس، وصوت 81% من المغردين على ان القدس يجب أن تكون عاصمة لإسرائيل.
على المستوى الاميركي، تم اجراء استطلاع للرأي على مواقع التواصل الاجتماعي حول القدس وأشارت النتائج الى ان 63% من الأميركيين لا يؤيدون قرار نقل السفارة الى القدس.
أما مستخدمي تويتر في الدول العربية أطلقوا هاشتاغ #القدس_عاصمة_فلسطين و #HandsOffJerusalem و #لا_لنقل_السفارة و# نقل السفاره الامريكيه و #يا_ترامب_القدس_عربية وعبروا من خلالها عن غضبهم من قرار ترامب. كما اشتكى المغردون من عدم تحرك الزعماء العرب بشكل كافٍ لمنع ترامب من اتخاذ هذا القرار. وانتشر العلم الفلسطيني وصور المسجد الأقصى على موقع تويتر وفيسبوك، وأطلقوا تغريدات طالبوا فيها المجتمع الدولي بالوقوف في وجه ترامب ووجه اسرائيل. وقاموا أيضا بنشر صور ليهود يحملون أعلاماً تطالب بتحرير فلسطين.
وقال بعض المغردين ان الولايات المتحدة لا تملك فلسطين، وأن الدول العربية التي تتظاهر بالاهتمام بالقضية الفلسطينية لا يملكون فلسطين، أي انه لا يحق لهم اتخاذ القرارات نيابة عنها ، وأن هذا الموضوع يقرره الشعب الفلسطيني.
كما قام بعض المغردين بتحريف صفحة الرئيس ترامب على تويتر وحذفوا كلمة الولايات المتحدة واستبدلوها بإسرائيل، أي انه الرئيس الاسرائيلي، لا الأميركي.
استمعوا هنا الى البث المباشر لاذاعتنا و لاذاعة BBC أيضا