كان هناك القليل من التعاطف مع معظم سكان مخيم الهول للاجئين في سوريا، والذي يضم عائلات مقاتلي داعش، لكن أسر الأطفال الأستراليين الذين يعيشون هناك يطالبون بعودتهم بسرعة.ويضم مخيم الهول للاجئين شمالي سوريا 46 طفلا، أصغرهم طفل يبلغ من العمر شهرًا واحدًا، و33 طفلا تحت سن الخامسة.
وتقول أسر الأطفال إنه من الضروري إنقاذهم، فبعضهم يعاني من داء الكساح، ومشاكل في النطق والرعاش. فاطمة البالغة من العمر ست سنوات، أصيبت بعيار ناري وشظايا في عنقها. من جهته قال كمال دبوسي، الذي لديه ثلاثة أحفاد أستراليين في المخيم مع ابنته مريم "إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء، فإن موت طفل سيكون مسألة وقت ليس إلا" مشيرا إلى أن "الأطفال لم يرتكبوا أي خطأ".
وأضاف دبوسي في في تصريحه لوسيلة إعلامية "لم يختاروا سوريا، ليتم ابعادهم عن أصدقائهم وعائلاتهم وأسلوب الحياة الأسترالية". وأردف قائلا" لم يقرّروا التغيب عن الدراسة، وتعريض حياتهم للخطر وتدمير طفولتهم".
ثلاثة أحفاد
ولأحفاده الثلاثة أبان، كلاهما من مقاتلي داعش قتلوا في سوريا. غادرت مريم في سن الثالثة والعشرين برفقة زوجها وابنتها في رحلة ترفيهية تشمل عدد من الدول، لكنها فوجئت أنها في مناطق سيطرة داعش في سوريا. وقال كمال "هي لم تعرف أنها ذاهبة إلى هناك، وصلت إلى الحدود وحدث إطلاق نار ثم تم فصل الرجال عن النساء وفوجئت أنها في سوريا."
يعتقد كمال أن زوجها خدعها للذهاب إلى سوريا دون معرفتها. بعد ستة أشهر من الوصول، قُتل زوجها بغارة جوية على معسكر للتدريب كان موجودا فيه. قال كمال "قالت لي الأفكار الموجودة هنا أفكار غلط وهي ترغب في الانسحاب وإنقاذ نفسها."
وأضاف "بعد وفاة زوجها حاولت الهرب مرة لكن قُبض عليها وأعيدت إلى هناك وبقيت 17 شهرا منقطعة عن الاتصال."

Mariam Daboussy in Australia (Left) And Mariam when she appeared at ABC program from Al-Hawl camp for ISIS families Source: Supplied/ABC Four Corners
وتزوجت مرتين بعد زوجها وأنجبت طفلين لم ينجُ منهما إلا واحد، قال دبوسي " كان أمامها خيار الزواج أو السجن." وأضاف "كانت الاتصالات تتم تحت مراقبة أمنية مكثفة لذا لم تتطرق إلى تفاصيل، فقط تطمئني أنها بخير."
ولم تظهر مريم دبوسي مرة أخرى إلا مع موجة النزوح الهائلة التي خرجت من الباغوز، آخر البلدات التي طُرد منها تنظيم داعش. تم وضعها مع غيرها من النساء والأطفال في مخيم الهول.
ويوجد 18 فتى أسترالي محتجز في قسم للأجانب في مخيم الهول، إلى جانب 27 فتاة. وهناك صبي آخر (16 عاماً) يعاني من إعاقة ذهنية خفيفة، نُقل إلى السجن.
إنقاذ الطفولة
من جانبه، قال مدير البرامج الدولية في منظمة إنقاذ الطفولة مات تينكلر إن" 400 طفل قد ماتوا بالفعل في مخيم الهول وفي مخيمات أخرى في المنطقة العام".
وأضاف تينكلر" لدينا مخاوف شديدة من أن يموت طفل أسترالي إلى هذا العدد الفظيع من الموتى إذا لم يتم نقلهم إلى بيئة آمنة".
وشرح تينكلر أنه "كلما طالت فترة بقائهم في هذه الظروف المروعة، زادت فرص تعرضهم لمخاطر صحية، وهجوم بدني، والتأثر بالعناصر المتطرفة بالمخيم".

Mat Tinkler, Director of Policy at Save The Children holds a press conference in Melbourne, Monday, June 24, 2019. Source: AAP
كما نبه تينكلر من قساوة الشتاء السوري ، محذرا من إصابة الأطفال بأمراض الالتهاب الرئوي وسوء التغذية وانخفاض حرارة الجسم والأمراض المعدية عن طريق المياه.
وأردف قائلا " في هذا الوقت من العام، نعول على كرم جميع الأستراليين السماح لهؤلاء الأطفال بالعودة إلى ديارهم سالمين".ويحصل الأطفال الأستراليون الذين يعيشون في مخيم الهول المترامي الأطراف على وجبة ساخنة واحدة يوميًا من الأرز والفاصوليا، وينامون في خيام توفر لهم قليلا بعض الحماية من الأمطار والثلوج.
شارك

