بدأت وزارة العدل الأميركية، بنشر ملفاتها الخاصة بجيفري إبستين، المدان بقضية الاتجار بالجنس والمعروف بعلاقاته مع بعض من أكثر الشخصيات نفوذا في العالم، بما فيهم دونالد ترامب، الذي حاول بصفته رئيسا إبقاء هذه الملفات سرية.
وأضافت وزارة العدل ملاحظة إلى صفحة الويب التي نشرت فيها روابط للوثائق قالت فيها إنها "بذلت كل الجهود المعقولة" لطمس المعلومات الشخصية للضحايا، لكنها حذرت من إمكانية الكشف عن بعضها دون قصد.
وقال تود بلانش نائب وزيرة العدل إنه سيتمّ نشر مئات الآلاف من المستندات ومئات آلاف أخرى في الأسابيع المقبلة.
لكن تبيّن أن الكثير من المستندات سبق أن صدرت من قبل. ونشرت وزارة العدل وثائق جديدة الجمعة بلغ مجموعها حوالى 3900.
وتتضمّن المنشورات صورا فوتوغرافية عدة لم تعمّم سابقا يظهر فيها سياسيون ومشاهير.
وتشتمل أيضا على تسجيلات مصوّرة من المركز الإصلاحي في نيويورك يوم أقدم جيفري إبستين على الانتحار سنة 2019 بانتظار محاكمته بتهم اتجار بالجنس.
وأفادت وزارة العدل بأن الملفات، التي نُشرت يوم الجمعة بالتوقيت المحلي، تضمنت ايضا صوراً عدة للرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، إلى جانب صور أخرى لكل من المغني الراحل مايكل جاكسون، ونجم فرقة رولينغ ستونز ميك جاغر، إضافة إلى الأمير البريطاني السابق أندرو ماونتباتن-ويندسور.
وأضافت الوزارة، في ملاحظة مرافقة للوثائق على موقعها الإلكتروني، أنها "بذلت كل الجهود المعقولة" لطمس المعلومات الشخصية الخاصة بالضحايا، لكنها حذّرت في الوقت نفسه من احتمال الكشف غير المقصود عن بعض التفاصيل الحساسة.
وبحسب وكالة "رويترز"، فإن الموقع الإلكتروني الذي نُشرت عبره الوثائق تعرّض لضغط كبير نتيجة كثافة الزيارات، حيث أفاد بعض المستخدمين بأن محاولاتهم للاطلاع على الملفات قوبلت بالرفض أو التعطيل المؤقت.
ويأتي نشر هذه الملفات في وقت أمر فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزارة العدل بالتحقيق في علاقات بيل كلينتون مع إبستين، وهي خطوة رأى فيها منتقدون محاولة لتحويل الأنظار عن العلاقة التي ربطت ترامب نفسه بإبستين في تسعينيات ومطلع الألفية الماضية، والتي كانت موضع تغطية إعلامية واسعة.
Former prince Andrew Mountbatten-Windsor laying across the laps of several people. Ghislaine Maxwell stands behind them. Source: US justice department
وأشارت "رويترز"إلى أن اسم ترامب كان قد ورد في سجلات رحلات طائرة إبستين الخاصة، ضمن دفعة أولى من الوثائق التي نشرتها وزارة العدل في فبراير الماضي، وهو ما زاد من التساؤلات حول عدم بروزه في الإصدار الأخير.
ماذا تظهره الوثائق ؟
في أغلب الحالات، لا تُظهر الوثائق معلومات كثيرة بسبب تعرّضها لتمويه كبير. وعلى سبيل المثال، فقد حجبت قائمة بأسماء 254 مدلّكة بالكامل.
وفي حالات أخرى، لا تُقدّم الكثير من المعلومات عن الخلفية، ما يصعّب فهم السياق.
ويضم مستند مثلا عشرات الصور المموهة لأشخاص عراة أو شبه عراة. ويظهر إبستين مع أصدقاء له في بعض الصور وهم يحملون أسلحة نارية بوجوه مموهة أيضا.
ويتوقّع أن تساعد هذه المنشورات الجديدة في إماطة اللثام عن الشخصيات التي كانت تدور في فلك جيفري إبستين، من مديري أعمال وأكاديميين ومشاهير وسياسيين، بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب.
لكن من غير الواضح إلى أي مدى ستسمح وزارة العدل التي تقرّر ما الذي سينشر، بالكشف عن المستندات وتعميمها.
وكان ترامب من أصدقاء إبستين قبل أن يقطع علاقته به، وذلك قبل أن يتمّ توقيفه في 2019.
من هي الشخصيات الظاهرة في الصور ؟
ويظهر الرئيس الأسبق بيل كلينتون في صور كثيرة، من بينها صورة له مسترخيا في حمّام ساخن مع شخص مموه الوجه.
ومن بين المشاهير المعنيين، مايكل جاكسون وديانا روس وميك جاغر كلّهم إلى جانب كلينتون.
وفي إحدى الصور الواردة في الملفات الجديدة، يظهر بيل كلينتون داخل مسبح برفقة غيلين ماكسويل، شريكة إبستين والمتهمة السابقة في القضية، إلى جانب شخص آخر جرى طمس ملامح وجهه.
Bill Clinton and Ghislaine Maxwell in a swimming pool with another person whose identity is redacted. Source: US justice department
وردّ أنخل أورينا، نائب رئيس موظفي كلينتون السابق، ببيان اتهم فيه البيت الأبيض بمحاولة "حماية نفسه من التدقيق" عبر التركيز على الرئيس الأسبق.
وقال أورينا "يمكنهم نشر ما يشاؤون من صور ضبابية تعود لأكثر من عشرين عاماً، لكن القضية لا تتعلق ببيل كلينتون".
وكان كلينتون قد أعرب في مناسبات سابقة عن ندمه على اختلاطه بإبستين، مؤكداً أنه لم يكن على علم بأي نشاط إجرامي مرتبط به.
ولا تزال وكالة "رويترز"تواصل مراجعة الملفات المنشورة، وسط ترقب لمزيد من التداعيات السياسية والقانونية المرتبطة بالقضية.
ما هي أبرز الردود ؟
وفي الولايات المتحدة حيث الاستقطاب شديد، أتت ردود الفعل حزبية في المقام الأول.
ولم يفوّت البيت الأبيض فرصة انتقاد بيل كلينتون. وكتب مدير التواصل ستيفن تشونغ في منشور على اكس "بيل كلينتون يسترخي بكلّ بساطة مرتاح البال. وهو ما كان ليعلم".
واعتبر البيت الأبيض أن نشر هذه الملفّات يثبت الشفافية التي يلتزمها.
Bill Clinton in a spa Source: US justice department
وقال شومر إن "مجرّد نشر جبل من الصفحات التي تم حجبها ينتهك جوهر الشفافيّة ونصّ القانون"، مشيرا إلى أن 119 صفحة من مستند واحد حجبت بالكامل.
وبرزت أيضا ردود منتقدة في المعسكر الجمهوري.
واتّهم النائب توماس ماسي الذي كان من داعمي القانون الذي ألزم الإدارة الأميركية الكشف عن ملفّات إبستين، وزيرة العدل بام بوندي بـ"احتجاز بعض المستندات".
وأكّدت مارجوري تايلور غرين التي كانت من كبار مؤيّدي ترامب قبل أن تبدّل موقفها وتستقيل من الكونغرس أن "الفكرة برمّتها تقضي بعدم حماية الأشخاص المعرّضين سياسيا والمسؤولين الحكوميين".
شارك
