Feature

تفتيش الأجهزة واستجواب المسافرين… هل بات دخول أمريكا على حساب الخصوصية؟

أثار توسيع الولايات المتحدة لعمليات فحص التأشيرات لتشمل "النشاط الإلكتروني" للمسافرين جدلاً واسعًا بشأن حدود الخصوصية. الكاتب الأسترالي أليستر كيتشن يروي كيف احتُجز 12 ساعة في مطار لوس أنجلوس، خضع خلالها لاستجواب عن آرائه السياسية وتسليم هاتفه وكلمة مروره، قبل أن يُعاد إلى أستراليا.

A silhouette of a man holding a phone and with a laptop in front of a window with a large aeroplane in the background.

Heightened digital surveillance in immigration is becoming a global trend, but some feel it may be encroaching on travellers' privacy. Source: AP / Susan Walsh

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

في وقت تتجه فيه سياسات الهجرة عالميًا نحو تشديد الرقابة الرقمية، يجد بعض المسافرين أنفسهم أمام معادلة صعبة: الحفاظ على الخصوصية أو عبور الحدود.

الكاتب الأسترالي أليستر كيتشن، البالغ من العمر 33 عامًا والمقيم في ملبورن، كان في طريقه هذا العام لزيارة أصدقائه في نيويورك، لكن رحلته توقفت في مطار لوس أنجلوس (LAX)، حيث استُدعي باسمه من طابور الجوازات، ليتحوّل الأمر إلى احتجاز دام 12 ساعة، استُجوب خلالها مرتين بشأن آرائه حول الصراع في الشرق الأوسط، بما في ذلك موقفه من إسرائيل وحماس، وحل الدولة الواحدة أو الدولتين، وحتى إن كان لديه أصدقاء يهود.
A close-up photograph of 33-year-old Alistair Kitchen. He smiles with pursed lips and stands in front of a bookcase, blurred in the background.
Alistair Kitchen has travelled to the US multiple times and even lived there for six years while studying at Columbia University. Credit: Supplied
كيتشن، الذي درس في جامعة كولومبيا وعاش في الولايات المتحدة ست سنوات، يقول إن أحد العملاء أخبره مباشرة أن السبب هو ما نشره عن احتجاجات الجامعة. وقد طُلب منه تسليم هاتفه وكلمة المرور، ثم استخدام خاصية التعرف على الوجه لفتح مجلد خاص في الصور، حيث تصف كيف تصفح أحد العملاء صوره الخاصة أمامه. ويصف التجربة بأنها "الأكثر صدمة" في حياته.

وزارة الأمن الداخلي الأمريكية نفت أن يكون احتجازه بسبب آرائه السياسية، لكنها لم تنكر سؤاله عنها. أما السبب الرسمي لترحيله، فكان عدم الإفصاح عن تاريخ تعاطي المخدرات في نموذج تصريح السفر الإلكتروني، وهو ما يقول كيتشن إنه اعترف به في الماضي لكنه يجهل ما وجدته السلطات على جهازه.
At Columbia University, students set up tents in protest on the front lawn. In another photograph, a US, Israel and 'Bring them home NOW' 
flag adorns a bridge overlooking the pro-Palestinian protest. In the final image, a subway entrance has been spray painted with the text 'FREE PALESTINE'. The entrance is roped off with police tape.
Alistair Kitchen said he documented the 2024 pro-Palestinian campus protests at Columbia University. Kitchen alleges he scrubbed these photographs from his phone before embarking for the US. Credit: Alistair Kitchen
هذا الحادث يأتي في ظل إعلان واشنطن الشهر الماضي عن توسيع إجراءات فحص التأشيرات لتشمل مراجعة "النشاط الإلكتروني" لبعض الفئات، بينها تأشيرات الطلاب والتبادل الثقافي (F وM وJ)، مع مطالبة المتقدمين بجعل حساباتهم على مواقع التواصل مفتوحة للعامة.
خبراء، مثل دانيال أنغوس من جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا، يحذرون من غموض المعايير التي ستُفحص على الإنترنت، مشيرين إلى أن استخدام الأسماء المستعارة أحيانًا يكون وسيلة للحماية. في المقابل، يرى البروفيسور دونالد روثويل من الجامعة الوطنية الأسترالية أن هذه السياسات جزء من نهج عالمي لتشديد الرقابة منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.
A silhouette of a person's finger is resting on the phone screen, showing social media apps and notifications.
According to the US International Trade Administration, the number of Australians travelling to the US in June fell by 10 per cent, compared to 2024. Source: PA / Yui Mok
حوادث مشابهة وقعت في الماضي، منها رفض دخول سائح بريطاني بسبب تغريدة ساخرة، وآخر نرويجي بسبب صورة ساخرة لنائب الرئيس الأمريكي. كما ألزمت السلطات منذ 2019 المتقدمين للتأشيرة بالكشف عن حساباتهم على وسائل التواصل، لكن الجديد هو طلب كلمات المرور والوصول المباشر للأجهزة.
بالنسبة لكيتشن، التجربة غيّرت طريقة تفاعله عبر الإنترنت، إذ حذف منشورات وتغريدات قبل رحلته الأخيرة. ومع ذلك، يعبّر عن حزنه لاحتمال حرمانه من دخول بلد يعتبره "موطن مجتمع كامل من الأصدقاء"، لكنه يضيف أن الصحفيين والنشطاء ما زالوا يتمكنون من الدخول، ما يعني أن الباب ليس مغلقًا تمامًا.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك و انستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

نشر في:

By Yasmine Alwakal
المصدر: SBS

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand