في وقت تتجه فيه سياسات الهجرة عالميًا نحو تشديد الرقابة الرقمية، يجد بعض المسافرين أنفسهم أمام معادلة صعبة: الحفاظ على الخصوصية أو عبور الحدود.
الكاتب الأسترالي أليستر كيتشن، البالغ من العمر 33 عامًا والمقيم في ملبورن، كان في طريقه هذا العام لزيارة أصدقائه في نيويورك، لكن رحلته توقفت في مطار لوس أنجلوس (LAX)، حيث استُدعي باسمه من طابور الجوازات، ليتحوّل الأمر إلى احتجاز دام 12 ساعة، استُجوب خلالها مرتين بشأن آرائه حول الصراع في الشرق الأوسط، بما في ذلك موقفه من إسرائيل وحماس، وحل الدولة الواحدة أو الدولتين، وحتى إن كان لديه أصدقاء يهود.

Alistair Kitchen has travelled to the US multiple times and even lived there for six years while studying at Columbia University. Credit: Supplied
وزارة الأمن الداخلي الأمريكية نفت أن يكون احتجازه بسبب آرائه السياسية، لكنها لم تنكر سؤاله عنها. أما السبب الرسمي لترحيله، فكان عدم الإفصاح عن تاريخ تعاطي المخدرات في نموذج تصريح السفر الإلكتروني، وهو ما يقول كيتشن إنه اعترف به في الماضي لكنه يجهل ما وجدته السلطات على جهازه.

Alistair Kitchen said he documented the 2024 pro-Palestinian campus protests at Columbia University. Kitchen alleges he scrubbed these photographs from his phone before embarking for the US. Credit: Alistair Kitchen
خبراء، مثل دانيال أنغوس من جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا، يحذرون من غموض المعايير التي ستُفحص على الإنترنت، مشيرين إلى أن استخدام الأسماء المستعارة أحيانًا يكون وسيلة للحماية. في المقابل، يرى البروفيسور دونالد روثويل من الجامعة الوطنية الأسترالية أن هذه السياسات جزء من نهج عالمي لتشديد الرقابة منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.

According to the US International Trade Administration, the number of Australians travelling to the US in June fell by 10 per cent, compared to 2024. Source: PA / Yui Mok
بالنسبة لكيتشن، التجربة غيّرت طريقة تفاعله عبر الإنترنت، إذ حذف منشورات وتغريدات قبل رحلته الأخيرة. ومع ذلك، يعبّر عن حزنه لاحتمال حرمانه من دخول بلد يعتبره "موطن مجتمع كامل من الأصدقاء"، لكنه يضيف أن الصحفيين والنشطاء ما زالوا يتمكنون من الدخول، ما يعني أن الباب ليس مغلقًا تمامًا.