هذا التقرير يتناول قضايا حساسة تتعلق بالاعتداء الجنسي على الأطفال، ويُنصح بالحذر عند القراءة.
جاء الإعلان على لسان رئيسة حكومة الولاية، جاسينتا ألان، التي أكدت أن الوقت قد حان لاتخاذ "إجراءات أكثر حزمًا"، مشددة على أن "العائلات لا يمكنها الانتظار".
اتهامات صادمة تطال مئات العائلات
المتهم، جوشوا ديل براون، البالغ من العمر 26 عامًا، والذي عمل في عدد من مراكز رعاية الأطفال في مدينة ملبورن، يواجه أكثر من 70 تهمة تشمل الاعتداء الجنسي وامتلاك مواد استغلال جنسي للأطفال. وتشير التحقيقات إلى أنه اعتدى على ثمانية أطفال تتراوح أعمارهم بين خمسة أشهر وسنتين.
السلطات الصحية حثّت أكثر من 1200 طفل يُحتمل أنهم تعرضوا للخطر على الخضوع لفحوص وقائية للكشف عن الأمراض المعدية. كما تم التواصل مع حوالي 2600 عائلة كان لأطفالها ارتباط بمراكز عمل بها براون، الذي عمل في أكثر من 20 مركزًا للرعاية.
ورغم فداحة الاتهامات، أوضحت الشرطة أنها لا تمتلك أدلة على تورط موظفين آخرين. ومن المقرر أن يُعرض براون على المحكمة في سبتمبر المقبل.
إصلاحات فورية تشمل حظر الهواتف المحمولة
ضمن حزمة التدابير الجديدة، قررت حكومة فيكتوريا فرض حظر على استخدام الأجهزة المحمولة الشخصية داخل جميع مراكز رعاية الأطفال، اعتبارًا من 26 سبتمبر المقبل، وهو إجراء كان متروكًا سابقًا لتقدير كل مركز على حدة.
وأكدت ألان أن المراكز التي لا تلتزم بهذا القرار قد تواجه غرامات تصل إلى 50 ألف دولار، مع احتمال فرض قيود على تراخيصها.
كما سيتم إجراء مراجعة عاجلة وشاملة لسياسات السلامة في مراكز الرعاية، على أن تُسلّم نتائجها بحلول 15 أغسطس. وستشمل المراجعة النظر في تركيب كاميرات مراقبة داخل المراكز، ودراسة مدى إمكانية تسريع فيكتوريا للإصلاحات مقارنة بالإطار الوطني.
وأعلنت وزيرة شؤون الأطفال في فيكتوريا، ليزي بلاندثورن، عن خطط فورية لتوسيع نظام تسجيل العاملين ليشمل مقدمي الرعاية في مراحل ما قبل رياض الأطفال، مؤكدة أن التنفيذ ممكن خلال شهرين فقط.
وفي خطوة لدعم الأسر المتأثرة، أعلنت الحكومة عن تقديم دفعة مالية طارئة بقيمة 5,000 دولار لتغطية تكاليف الرعاية البديلة أو الفحوصات الطبية أو الدعم النفسي.
رد فدرالي وتشريعات مرتقبة
من جانبه، أكد وزير التعليم الفدرالي، جيسون كلير، أن الحكومة تعمل على تشريع جديد لتعزيز نظام "التحقق من العمل مع الأطفال"، من المتوقع أن يُعرض قبل نهاية العام. وقال كلير في مؤتمر صحفي: "هذه الحادثة مفجعة، وأنا أعرف أحد الآباء المتضررين شخصيًا... الغضب والقلق اللذان يشعر بهما الأهالي مبرران بالكامل". وأضاف: "هذه القضية تُظهر أن نظام التحقق من خلفيات العاملين ليس كافيًا لوحده، فكثير من الجناة يمرون عبر الفحوص لأنهم بلا سوابق".
وقد كان براون يحمل تحققًا ساريًا للعمل مع الأطفال، ما أثار انتقادات بشأن فاعلية النظام الحالي.
عوات لمراجعة وطنية شاملة
منظمات مختصة بحماية الأطفال، من بينها Bravehearts، طالبت بمراجعة وطنية شاملة لبروتوكولات حماية الأطفال في مؤسسات التعليم المبكر.
وقالت المديرة التنفيذية للمؤسسة، أليسون جيال، إن "السماح لشخص يواجه هذه التهم بالتنقل بحرية بين عدة مراكز أمر غير مقبول"، مضيفةً أن الوقت قد حان لوضع نهج وطني موحد يشمل فحوص خلفية مشددة، وتدريبًا إلزاميًا على حماية الأطفال، وإشرافًا مستقلاً على المؤسسات التي تحتضنهم.
دعوات برلمانية لتحقيق ملكي
جدد حزب الخضر دعوته لتشكيل لجنة تحقيق ملكية في سلامة وجودة نظام التعليم المبكر في أستراليا. وقالت السيناتورة ستيف هودجنز-ماي: "إلى متى سنستمر في تجاهل قصص الرعب المتكررة من مؤسسات رعاية الأطفال في أنحاء البلاد؟".
كما وصفت ممثلة الحزب لشؤون الطفولة المبكرة في فيكتوريا، أنسينا غراي-باربيريو، القطاع بأنه "يعاني من خلل عميق وغياب الشفافية، مما يفتح المجال لسوء المعاملة والإهمال".
أرقام للدعم النفسي والتبليغ
لمن يحتاج إلى الدعم أو المشورة، يمكن الاتصال بـ:
· Lifeline: 13 11 14 أو عبر الرسائل النصية على 0477 13 11 14
· Kids Helpline (للأطفال والشباب من 5 إلى 25 عامًا): 1800 55 1800
· Bravehearts: 1800 272 831
· Blue Knot Foundation: 1300 657 380